لأقتلنهم قتل عاد " (١) مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلا، حتى أن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم إنما تعلموا العلم من الصحابة.
فعلى من نصح نفسه وأراد نجاتها أن يعرف طريقة هؤلاء القوم، وأن يجتنبها، ولا يغتر بكثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم وزهدهم في الدنيا، وأن يعرف سيرة أصحاب رسول الله ﷺ معهم، وما كانوا عليه من الهدى ودين الحق، الذي فضّلوا به على من بعدهم، وعدم تكلفهم في الأقوال والأفعال، لعله أن يسلم من ورطات هؤلاء الضلال، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا ما تيسر لي من الجواب، وما كان فيه من حق وصواب، من الله فهو المانّ به، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريء منه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
_________
(١) أخرجه البخاري في "صحيحه": (٦/٣٧٦) - كتاب الأنبياء، ومسلم في"صحيحه" _كتاب الزكاة: (٢/٧٤٢/٧٤٣) عن أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه-.
1 / 66