مرغ راز ازہر

Mulla Ali al-Qari d. 1014 AH
100

============================================================

وما ذكره اللله تعالى في القزان حكاية عن مؤسى وغيره من الإنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعن فرعون وإبليس،.....

إلاهو الحى القيوم) [البقرة : 255] أعظم آية(1) في القرآن" .

ال ويقويه أن هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما يرجع جميع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته اكمل حياة وأتمها، استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاهيه كمال الحياة. وأما (القيوم) فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته وافتقار غيره إليه في ذاته وصفاته إيجادا وامدادا، فإنه القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال على الوجه الأتم، فلا يبعد أن يكونا الاسم الأعظم، والله سبحانه أعلم.

(وما ذكره الله تعالى في القرآن)، أي المنزل والفرقان المكمل (عن موسى وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)، أي إخبارا منهم أو حكاية عنهم (وعن فرعون وإبليس)، أي ونحوهما من الأعداء الأغبياء؛ ال وفي تخصيص موسى عليه الصلاة والسلام إيماء إلى آنه صاحب التكليم والكلام، وفي تقديم فرعون إشعار بأنه في مقام التلبيس أقوى من إبليس، وفيه ال رد على ابن العربي ومن تبعه كالجلال الدواني، وقد ألفت رسالة مستقلة في تحقيق هذه المسألة وبينت ما وقع لهم من الوهم في المواضع المشكلة وأتيت بوضوح الأدلة المستجمعة من الكتاب والسنة ونصوص الأئمة.

(1) الله لا إله إلا هر العى القيرم) أعظم آية. ابن مردويه. انظر مختصر اين كثير /229. والحديث رواه البخاري.

صفحہ 100