============================================================
وهو صلى الله عليه وسلم جالس إلى جنب جدار لبعض بيوتهم على آن يصعد واحد منهم، ويلقي عليه صخرة ليستريحوا منه فنهاهم بعضهم وقال: والله ليخبرن بما هممم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه، فلما صعد الرجل لذلك. أخبر به صلى الله عليه وسلم، فقام مظهرا آنه يقضي حاجة، وترك أصحابه في مجلسهم، ورجع مسرعا إلى المدينة ، فطلبه أصحابه فأخبرهم ، ونزل في ذلك قوله تعالى : يكايها الذيب ء امنوا اذكروا نقمت الله عليكم إذهم قوم أن يبسطوا إلتكم أيديهة) الاية، فأمر صلى الله عليه وسلم بالتهيو لحربهم والسير إليهم، فسار وحاصرهم ست ليال، فتحصنوا بالحصون، فقطع النخل وحرقها وخرب، ولما وقع في نفوس بعض المسلمين شيء من ذلك. . نزل : { ماقطعترمن لينة الآية، واللينة : أصناف التمر ما عدا العجوة والبرني، ففي الأية أنه صلى الله عليه وسلم لم يحرق من نخلهم إلا ما ليس بقوت، وكانوا يقتاتون العجوة ، وفي الحديث " العجوة من الجنة "(1)، وثمرها يغذي آحسن غذاء، والبرني أيضا كذلك، وكان رهط من بني عوف من الخزرج منهم ابن أبي بعثوا إليهم : أن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم..
قاتلنا معكم، وإن آخرجتم خرجنا معكم، فتربصوا، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخجليهم عن آرضهم، ويكف عن دماتهم، وفي رواية ابن سعد: آنهم لما هموا بالغدر. أرسل إليهم محمد بن مسلمة: أن اخرجوا من بلدي، وقد أجلتكم عشرا، فمن ريي منكم بعدها .. ضربت عقه فشرعوا في التجهيز، فأرسل إليهم ابن آبي بأنهم يمتنعون، ويمدهم بمن ينصرهم، فأرسلوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: لا نخرج، فأظهر التكبير، وكبر المسلمون بتكبيره، فسار إليهم وعلي يحمل رايته، فلما رأوه. قاموا على حصونهم يرمون بالنبل والحجارة، وخذلهم ابن آبي وغيره، فحاصرهم خمسة عشر يوما ، ثم قال لهم : 0 أخرجوا ولكم دماؤكم وما حملت الإبل إلا الدزع" فنزلوا على ذلك، فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم، فلحقوا بخيبر ثم إلى الشام والحيرة على ست مثة بعير (2).
(1) اخرجه الترمذي (2066)، وابن ماجه (3453)، وغيرهما (2) انظر لسيرة ابن هشام" (190/3)، ول طبقات ابن سعد" (57/2) و8 عيون الأثر"
صفحہ 381