345

مينه مكية

اصناف

============================================================

بينه وبينهم ما يقدح في نبوتهم على القول بها، قال تعالى لأفضل خلقه صلى الله عليه وسلم: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فأستعذ بالله} معناه : واما يستخفنك غضب يحملك على ترك الإعراض عن المكذبين لك... والنزغ : أدنى حركة، أمره تعالى أنه متى تحرك عليه أدنى غضب على عدوه، وأراد الشيطان إلقاء أدنى وسوسة إليه..

أن يستعيذ به تعالى؛ ليكفيه أمره، وهذا من تمام عصمته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يسلط عليه بأكثر من التعرض له بهذذا الأمر الذي لا تأثير له من غير قدرة له عليه .

(و) من كيدهم له أيضا : أنهم (رموه بالإفك) حيث قالوا : إن يسرق فقد سرق آخ له من قبعل} يريدون يوسف (وهو براء) أي : بريء منه .

وفي تسمية الناظم هذذا إفكا نظر ظاهر، بل لا يصح، كيف وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : إن يسرق فقد سرق اخ لهر من قبل قال : 9 سرق يوسف صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة، فكسره وألقاه على الطريق، فعيره إخوته بذلك "(1).

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : سرقته التي عابوه بها أخذه صنما كان لأبي أمه، وإنما أراد بذلك الخير(2).

وروى نحو ذلك جماعة عن زيد بن آسلم وسعيد بن جبير وابن جريج، وزاد : آن أمه أمرته بذلك ؛ لأنها كانت مسلمة (3).

قال الشافعي رضي الله تعالى عنه : كان زيد هذذا من العالمين بالقرآن: فالحاصل: أنه وقع منه صورة سرقة، فذكروها تعييرا له، فهم لم يكذبوا، وإنما الذي وقعوا فيه أنهم عيروه بما لا عار فيه، بل بما فيه غاية الرفعة والمدحة كما ذكرته في كتاب لا سعادة الدارين في صلح الأخوين" وذكرت فيه أيضا نحو ما سبق، وملخصه اعلم: آن واقعة يوسف مع إخوته واقعة عجيبة تشتمل على غرائب وعجائب، (1) ذكره السيوطي في الدر المنثور " (564/4) وعزاه لابن مردويه (2) تفسير الطبري (20/13) (3) أخرجه ابن جرير الطبري في 0 تفسيره "(20/13) ، وكذلك رواية سعيد بن جبير.5 ر ايت

صفحہ 345