329

مينه مكية

اصناف

============================================================

(199.

شود منه أشبهت صورا ن ا ومثل النظائر النظراء (سور) جمع سورة، وهي: الطائفة المخصوصة المسماة باسم مخصوص توقيفي (منه) لبيان الجنس؛ لأن ما يأتي ليس خاصا ببعض سوره، بل يشملها كلها (أشبهت) لاشتمال كل منها على مفادات من العلوم وغيرها، مستقلة بها لا تتوقف على ما في الأخرى، ومن ثم وقع التحدي بأقصر سورة منه (صورا) جمع صورة، وصورة الشيء: شكله (منا) في اشتمال كل منها على عقل وإدراك وفهم وخلق لا يشاركه فيه غيره، ولا يتوقف على ما في غيره، وكأن الناظم رحمه الله تعالى قصد بهذا التشبيه الرد على من زعم أن الإعجاز إنما هو بمجموع القرآن لا بكل سورة من سوره؛ لأن ما فيه من أنواع الإعجاز السابقة إنما يستفاد من مجموعه، وهذذه مقالة فاسدة لا يعول عليها؛ لمنافاتها لقوله تعالى: فأتوا يسورة من مثله } كما مر بيانه، فالصواب : خلاف هذه المقالة، بل قائلوها معتزلة لا يقام لهم وزن (ومثل النظائر) جمع نظير (النظراء) جمع نظير أيضأ، وهو المثل والمناظر، ويطلق النظائر على الأماثل والأفاضل، وكل منهما يصح أن يكون مرادا هنا خلافا للشارح، وهذذا ساقه كالمثل لما قبله، فيكون من التذييل؛ أي : ومثل تلك السور التي هي نظائر - كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : (ولقد عرفت النظائر التي كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عشرون سورة)(1) الأماثل والأفاضل الذين يتناظرون في التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل: 193 والأقاويل عندهم كالتمائي ل فلا يوهميك الخطباء (والأقاويل) جمع قول، والمراد به هنا: اللفظ المفيد (عندهم) أي : الكفار، طرف للمبتدأ، أو لخبره، وهو (كالتماثيل) - جمع تمثال - وهو: الصورة، يعني: (1) أخرجه البخاري (775)، ومسلم (822) 35

صفحہ 329