309

مينه مكية

اصناف

============================================================

قال موسى بن عقبة: ورجموا عراقيبه صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى اختضبت نعلاه بالدم، زاد غيره : وكان إذا أذلقته الحجارة.. قعد إلى الأرض، فيآخذونه بعضديه فيقيمونه فإذا مشى. رجموه وهم يضحكون وزيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى لقد شج في رأسه شجاجا، وهلذا حرب أي حرب ؟! لأن من أقام بين ظهراني العدو يواجههم بما يكرهونه من غير آن ينزجر بزجرهم، ولا ينكف عنهم ربهم محارب لهم آي محارب ؟!

ويدل لذلك : أن أئمتنا عدوا من المتحاربين الصفين إذا تقابلا بحيث يصل سلاح كل إلى الاخر وإن لم يقع قتال، بل ولا سل سيف، ولا رمي سهم ، تنزيلا لما بالقوة منزلة ما بالفعل، فكذلك هنا، بل أولى؛ لأنه وجد من جانبهم ضرب وجرح و غيرهما، ومن جانبه غلظة عليهم، وسب لهم ولالهتهم وبما قررته يعلم عذر الشارح في صرفه (الوغي) عن معناه الحقيقي إلى معناه المجازي، وقال : (إنه المراد هنا) أي : كما يقضي به سياق النظم، للكن كان عليه أن يبين ما يشهد لذلك المراد من كتب السير أو غيرها.

وإذا تقرر أنه صلى الله عليه وسلم قام على قدمه حتى تورمت، وأنها دميت في الحرب؛ ليكسب طيث دمها دم الشهداء طيبا فهي قطب المخراب والحرب كم دا رث عليها فسي طاعة أزحاء (فهي) حينئذ (قطب المحراب و) قطب (الحرب) أي: انتهى إليها الثبات في الصلاة والحرب إلى حالة لم توجد في غيرها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا أتقى ولا أخشع لله منه، ولا أشجع منه كما مر، فهي قطب العبادات والجهاد في سبيل الله، لا تتحرك ولا تنتقل عن مكانها، فلذا دارت عليها قبائل العرب الذين اترمهم الله بطاعته؛ للاقتداء به صلى الله عليه وسلم، والمجاهدة معه، كما قال: (كم) أي: مرات كثيرة (دارت عليها في طاعة) الله تعالى، حال من قوله: (أرحاء) أي: قبائل، وهلذا تذييل

صفحہ 309