171

مينه مكية

اصناف

============================================================

أرضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب، وتنكح النساء، وأخوالك حيث علمت، وشدد عليه حتى قال : لو وجدت رجلأ معي.. لنقضتها، فقال: أنا معك، فقال : أبغنا ثالثأ فذهب إلى المطعم واستنخاه حتى قال : لو وجدت رجلا، قال: قد وجدت زهير بن أبي أمية ، قال : أبغنا رابعا، فذهب إلى آبي البختري واستنخاه أيضا فقال : وهل من معين؟ فذكر له أوليك، فقال : أبغنا خامسا، فذهب إلى زمعة واستنخاه فقال : فهل من آحد؟ فذكر له القوم، فاجتمعوا بالحيون وأجمعوا على نقضها، فقال لهم زهير: وأنا أول من يتكلم، فلما أصبحوا. غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير بحلة فطاف سبعا ثم أقبل على الناس فقال : يا أهل مكة ؛ إنا نأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم فيما ترون!! والله لا أقعد حتى نشق هذذه الصحيفة الظالمة القاطعة، فقال له أبو جهل: كذبت والله لا تشق، فقال زمعة : أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت، وقال أبو البختري: صدق زمعة، ما نرضى ما كتب فيها ولا نقر به، وقال المطعم : صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، اشتور فيه بغير هذا المكان، وأبو طالب جالس، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد اكلتها إلا: باسمك اللهم(1)، ولا يعارض ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قال لأبي رطالب : "يا عم؛ إن ربي سلط الأرضة على صحيفة قريش ، فلم تدع فيها أشما هو لله إلا أثبته، ومحت منها الظلم والقطيعة وألبهتان " فقال : أربك أخبرك بهذا ؟

قال: " نعم" فأخبرهم أبو طالب بذلك، وقال : أنزلوها، فإن صدق. فانتهوا عن قطيعتنا، والا.. دفعته إليكم، فنظروها فإذا هي كما قال صلى الله عليه وسلم، فازدادوا شرا، وذلك لأنه لا مانع أنهم لما نظروا ذلك وازدادوا شرا.. قام أوللثك الخمسة في إذهابها من أصلها، فسعوا في تقضها وبذلوا جهدهم فيه (2) قال الشارح: (ويحتمل آن أبا طالب إنما آخبر بعد سعيهم في نقضها) اه ويبعده : أن الاخبار بذلك حينئذ ليس له كبير جدوى، فالأولى بل المتعين ما قدمته : (1) انظر "سيرة ابن هشام "(375/1) وما بعدها، و1 سبل الهدى والرشاد "(504/2) (2) انظر "سيرة ابن هشام *(1/ 377)، و" سيل الهدى والرشاد" (505/2) 13

صفحہ 171