============================================================
كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما "(1) وتأمل قوله : " مما سواهما" تجده ظاهرا ، بل صريحا في كل ما ذكرناه .
ومنها : ما أفاده كلامه من جواز التفضيل بين الأنبياء هو ما عليه عامة العلماء؛ لما مر من الأدلة الصريحة فيه وأما قوله تعالى : { لا نفرق بئن أحد منهر . . فهو باعتبار الإيمان بهم وبما أنزل اليهم وأما الأحاديث الصحيحة : "لا تفضلوني على الأنبياء" ، " لا تفضلوا بين الآنبياء"(2) ، "لا تخيروا بين الأنبياء"(3) .. فهي إما : قبل علمه بالتفضيل وأنه أفضلهم، وإما: محمولة على التواضع؛ لتصريحه بالتفضيل، أو على تفضيل يؤدي الى تنقيص بوجه، أو إلى حط من مقام أحدهم، وعليهما يدل سياق الحديث، أو على التفضيل في ذات النبوة أو الرسالة؛ فإنهم كلهم مشتركون في ذلك لا يتفاوتون فيه، وإنما يتفاوتون في زيادة الأحوال والمعارف والخصوصيات والكرامات: وزعم حملها على التفضيل بآرائنا ليس في محله ؛ لأن تفضيل ذلك بالرآي المحض مجمع على منعه، وبالدليل الدال عليه لا وجه لمنعه: وأما الحديثان الصحيحان : 8 ما ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متن"(4)، من قال : أنا خير من يونس بن متى.. فقد كذب"(5).. فحكمة التخصيص فيهما بيونس نفي توهم التفاوت بينهما في القرب من الحق؛ لاختلاف محلهما الصوري برفع نبينا صلى الله عليه وسلم إلى قاب قوسين، ونزول يونس صلى الله عليه وسلم إلى قعر البحر؛ أي: لا تتوهموا من هذذا التفاوت الصوري تقاوتأ في القرب والبعد من الله تعالى ، بل نسبة كل إليه واحدة وإن تفاوت مكانهما؛ (1) أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43) (2) أخرجه البخاري (3415)، ومسلم (2373).
(3) أخرجه البخاري (2412)، ومسلم (2374) 4) أخرجه البخاري (3396)، ومسلم (2377) (5) أخرجه البخاري (4604)، ومسلم (3245).
صفحہ 15