============================================================
ثم قام الشي يذعو إلى الله وفي الكفر نجده وإباء (ثم) بعد تلك الفترة ونزول قوله تعالى : يكأيها المدتر قرفأندر} بادر صلى الله عليه وسلم إلى امتثال ذلك؛ فحينئذ (قام النبي) أي: جد واجتهد في حال كونه (يدعو إلى) عبادة (الله) والايمان به وبرسوله، وترك ما هم عليه من عبادة الأصنام والأوثان، وذلك لأن (أول ما وجب عليه صلى الله عليه وسلم الإنذار والدعاء إلى التوحيد، ثم فرض الله من قيام الليل ما ذكره في أول " سورة المزمل" ، ثم نسخه بما في آخرها، ثم نسخه بإيجاب الصلوات الخمس ليلة الإسراء بمكة) قاله النووي (1) وقال في "فتح الباري" : (كان صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلي قطعا وكذلك أصحابه، للكن اختلف هل افترض قبل الخمس صلاة أم لا؟ فقيل: إن الفرض صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ لقوله تعالى : وسيخ بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقل غروبها})(2) وروي: أن جبريل بدا له صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة وأطيب رائحة، فقال : يا محمد؛ إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أنت رسولي إلى الجن والإنس، فادعهم إلى قول : لا إلله إلا الله، ثم ضرب برجله الأرض فنبعت عين ماء فتوضأ منها جبريل، ثم آمره أن يتوضا، وقام جبريل يصلي وأمره أن يصلي معه، فعلمه الوضوء والصلاة، ثم عرج إلى السماء، ورجع صلى الله عليه وسلم لا يمر بحجر ولا مدر ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله، حتى آتى خديجة فأخبرها فغشي عليها من الفرح، ثم أمرها فتوضأت وصلى بها كما صلى به جبريل، فكان ذلك أول فرضها ركعتين... الحديث (3).
(1) روضة الطالبين (206/10) (2) فتح الباري (8/ 171) (3) ذكر نحوه ابن هشام في " السيرة" (245/1).
صفحہ 114