من النقل إلى الإبداع
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص
اصناف
وأغرق الله فرعون. وأرسل على الكافرين صيحة في جوف الليل. ولما عبدها دون القمر من دون الله بعث إليهم هودا فكذبوه فمنعهم الله القيت ثلاث سنين فخرجوا يستسقون فأنشأ الله تعالى ثلاث سحائب بيضاء وحمراء وسوداء. فاختاروا السوداء فسخرها الله سبع ليال وثمانية أيام حسوما حتى جعلهم الله صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. ثم كفروا بنعمة الله فأرسل إليهم صالحا رسولا. وضرب الله الصرع في بلدة بصيمة تبلبلت بها ألسنة الناس من الدهشة وسميت أرض بابل من ذلك التاريخ.
ومن المباني العجيبة إرم ذات العماد والتي لم يخلق مثلها في البلاد وأخفاها عن أعين الناس. دون السد تحقيقا للوعد. وأصاب بالصواعق. ولم يعمر الأرض بعد أهلها إلا الجن.
91
ولا يفعل الله في الطبيعة والتاريخ بمفرده بل من خلال رسله الملائكة. إذ يرسل الله السحاب والملائكة فتخرج السمك من البحر. ومنه سمكة طولها نحو شبرين مكتوب على ظهرها بالعربية «لا إله إلا الله»، ومكتوب بين أذنيها من خلف «محمد رسول الله»، حول مياه قسطنطينية. يتبارك بها الصيادون ولا يأكلونها ويعتبرونها من نسل موسى ويوشع. فيرتبط الفعل الأهلي في الطبيعة والتاريخ بمظاهر الخرافة والخيال الشعبي، والإسقاط من النفس على الطبيعة والتاريخ.
ويدعو المؤمنون الله. وإذا أراد لهم النجاة والنجاح من الشدة أراهم على رأس البغل طائرا أبيض. وعلى هذا النحو تبدو الحكمة في مخلوقات الله عز وجل، ويتجلى التوحيد في الجغرافيا والتاريخ. لا فرق بين الإنسان والطبيعة ما من صورة من صور العالم إلا من معاني الإنسان فهو صورة الصور، معنى المعاني، المركز والمحيط، الأول والثاني. العالم صورة وجسده وهو روح العالم وحيويته. والشعر خير دليل على ذلك.
92
وتستعار صفات الله من الطبيعة التي أودع الله فيها قوى العالمين، وجعلها سكن الدارين، وجعل الإنسان فيها مركز الكون، كالحيوان في الشهوة والغذاء لعمارة الأرض، وكالملك في العلم والعبادة والاهتداء. رشحه الله لعبادته وخلافته وعمارة أرضه وهيأه لمجاورته في جنته. وتظهر الحكمة الإلهية في تخليقه. ركب الله بدن الإنسان من المني والدم. فإذا صار إلى الكمال جلس مع الملائكة في حضرة الرب. الإنسان الكامل خليقة الرحمن وزبدة الأكوان والقابل من المحسن أنواع الإحسان ولنعرف في الأزمان والمعلم والقرآن والبيان والمراسل بالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان والله أعلم، وكل شيء بإذنه ومشيئته. خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، وأوصى في كل سماء أمرها، وأدار الفلك وفرش الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات، من كل زوجين اثنين ومشى الأنهار وجعل فيها قطعا متجاورات، ونخيل وأعناب وبث فيها من كل دابة وقدر الأرزاق.
93
سادسا: الكاشي، الشعراني، الصبيري، الداماد، المراكشي، ومؤلف مجهول
(1) الكاشي
نامعلوم صفحہ