من النقل إلى الإبداع
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
اصناف
وكما يبدأ بالبسملات ينتهي بالحمدلات والصلوات الطيبات على الرسول. وتختلف النهايات الإيمانية من ناسخ إلى آخر طبقا لانفعالاته الخاصة.
19 (2) ابن رشد
وبالرغم من أن ابن رشد «الشارح الأعظم» صاحب التقارير والتلخيصات والجوامع، إلا أن بعض أعماله تصب في تمثل الوافد تنظير الموروث. (أ) ويعتبر «الكليات» في الطب لابن رشد (595ه) من نفس النوع.
20
ومن العنوان يمكن استنباط المضمون؛ فالطب صناعة فاعلة من مبادئ صادقة، عمل يقوم على نظر، مجموعة من القوانين العامة تنتظم جميع الأبدان بلا فروق فردية بينها؛ فالطب علم طبيعي، وهو في نفس الوقت جزء من منظومة علوم الحكمة الثلاثية بعد المنطق وقبل الإلهيات. يقوم على النظر والمنطق، وفي نفس الوقت يستند إلى التجربة والمشاهدة، النظر في الأسباب والقيام بالمعالجات؛ فهو علم يجمع بين الكليات والجزئيات، بين البسيط والمركب، بين الأعلى والأدنى، وهي نفس الطريقة التي عرض بها بدن الإنسان في ترتيب الفصول من الأعلى إلى الأدنى طبقا لقيمة الموضوعات. يدرس ابن رشد التصورات الفلسفية في الطب، أي الكليات؛ ومن ثم يعتمد الطب على المنطق، والقسمة المنطقية. ويميز بين الأقاويل الجدلية والخطابية في الطب، ويحيلها إلى أقاويل برهانية؛ لذلك يرفض أن تكون أقوال الكنانيش مصدرا للطب، مجرد المنقول دون المعقول، وهي أقوال جزئية دون قوانين كلية. تدرس الأمراض في كلياتها، أي أمراض البدن وليست أمراض عضو عضو، الطب العام قبل التخصصات الجزئية؛ لذلك يكتب ابن رشد على سبيل الإيجاز والاقتصار مع تحقيق غرضه وقصده.
21
والقصد مزدوج، معرفة الصناعة، والتحقق من صدقها، ومراجعة أقوال القدماء كاستطراد ضروري يعود بعدها ابن رشد إلى الموضوع؛ لذلك تكثر أفعال البيان والتوضيح.
22
ونظرا لوحدة العمل تضم الأجزاء إلى الكل باستمرار بداية بالمنطق والقيمة.
23
نامعلوم صفحہ