من النقل إلى الإبداع
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
اصناف
ويشمل التاريخ، تاريخ الدول والمناطق الجغرافية وتاريخ الحضارات والملل والنحل في آن واحد. تاريخ الحوادث وتاريخ الثقافات، مما يدل على ارتباط تاريخ الحكمة بتاريخ الملل والنحل، وكما بدا ذلك عند مؤرخي الفلسفة مثل ابن النديم، ومؤرخي الملل والنحل مثل الشهرستاني.
31
وقد يتجاوز التقرير التاريخي الموضوعي الجغرافيا والتاريخ إلى الحضارة، الفلسفة والعلم والدين واللغة عند أرسطو وذكر شراحه اليونان. ولا فرق بين الفلسفة اليونانية والعلم اليوناني. وأحيانا تذكر بعض الأعلام بلا دلالات من حيث الألقاب والمهن والاتجاه الفكري.
32
واليونان نقطة إحالة إلى الرومان لدرجة الخلط بينهما.
33
وتتعادل الحضارات بين أجنحتها المختلفة بين الشرق والغرب والجنوب؛ فقد كانت تلك مناطق الحضارات القديمة، إذ كان الشمال؛ أي أوروبا، الحالية لم تستيقظ بعد، ولم تبزغ حضاريا إلا بعد انتشار المسيحية من الجنوب والشرق إلى الشمال والغرب. فالهند وفارس والكلدان في الشرق، واليونان والروم في الغرب، ومصر والغرب في الجنوب الشرقي، والأندلس وبنو إسرائيل في الغرب الإسلامي. كانت الحضارة الإسلامية إذن في المشرق والمغرب. وكان الإسرائيليون جزءا من حضارة الأندلس.
ولا يكون الحديث عن الهند إيجابا إلا بالحديث عن الصين سلبا مع إطلاق بعض الأحكام مدحا للأولى وذما للثانية في أسلوب خطابي للمدح أو الذم؛ فالهند أمة عظيمة لها مآثر جليلة، وكأن المؤرخ صديق ما يعلم وعدو ما يجهل. ولبعد الهند لم تصل تآليفها إلا القليل. وقد عرفت «كليلة ودمنة» عبر فارس بعد أن ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى العربية. وبسبب الإعجاب بالهند، فإن صاعد لا يحكم عليهم بالخرافة في تصور زحل لحمايتهم من السواد، وعطارد لإعطائهم الحكمة والنظر. ويذكر مذاهبهم في النجوم ويذكر بعض علمائهم مثل كنكه وبعض ألعابهم مثل الشطرنج.
34
وفي الصين الملوك خمسة والناس أتباع: الصين، والهند، والترك، والفرس، والروم. وملك الصين ملك الناس لأنهم أتباع طبيعيون، والهند ملك الحكمة، والترك ملك السباع للشجاعة، والفرس ملك الملوك للعظمة، والروم ملك الرجال، وللملوك السير المحمودة.
نامعلوم صفحہ