فهرع الشيخ إلي وسد بوزي بيده، وقال: احك بالسر، سمعي مليح، فتعجبت وقلت: سمعك مليح! - نعم نعم، أسمع مثل الخلد، ولما رآني غير مصدق قال: خفف صوتك قدر ما تريد تعرف إني أسمعك.
وقبل أن أنقده العشرين ليرة أحببت أن أعرف سر طرشه، فقال الكلمة التي تعجبني أسمعها، وهكذا استرحت عشرين سنة.
أليس الأجمل بنا في زمن المهاترة والذم بالحق وبالباطل أن نعمل كذاك الرجل، أظن إننا الآن في الزمن الذي قال فيه المتنبي:
قد أفسد القول حتى أحمد الصمم
27 / 6 / 52
طناجر دير مار سمعان
كانت هذه الممالك وهذه الجمهوريات والإمارات - في هذه البقعة المقدسة - تحت إمرة سلطان واحد لا غير، ثم صارت دولا كما نرى.
والذي عندنا هو عند جارنا، جيوش جرارة من الموظفين وميزانيات ضخمة يستهلكون معظمها، قد تكون إدارة الشئون في حاجة إلى كثيرين منهم، ولكنها ليست في حاجة إلى كثيرين أيضا، لقد صدق من سمى الراتب «معاشا».
كان يسوس لبنان شخص واثنا عشر نائبا، وإذا قيل «لبنان كبر» والشئون كثرت، قلنا: لا بأس في مضاعفة العدد، أما كثرة الطباخين فتشيط الطعام.
ضرب قدماؤنا المثل في ثلاثة أشياء وجودها وعدمها سواء، فقالوا: ركوات المطران جرجس، ومكتبة الخوري سركيس، وطناجر دير مار سمعان.
نامعلوم صفحہ