فإلى من نشتكي يا جماعة الخير؟! تعلل مدير التليفون السيد جلخ بقلة الأعمدة والفناجين، ولما أراد هو، وأراد غيرنا، وجدت الفناجين ومد خط إلى حيث يريدون!
أذكر أن الأمم المتحدة تريد أن تقضي على «الخوف» فهل من يبدد مخاوفنا لنسكن بيوتنا؟ أجل نحن خائفون على نفوسنا يا سادة، فأمنونا ... أمنونا لنحيا إلى الانتخاب العتيد ...
وبعد، فالحياة عزيزة يا معالي الوزير، ويا سعادة المدير، فنفذوا ما تقرر ولا تجعلونا مطية لغيرنا ...
رحم الله حافظ إبراهيم الذي قال:
إلى من نشتكي عنت الليالي
إلى العباس أم عبد الحميد
فهل يسمع «الراعي» صوت القرية ويرثي لحالها؟
لا نطلب الكهرباء لأن عندنا قناديل وفوانيس، ولا نطلب المياه لأن عندنا الآبار، ولا نطلب الطريق لأنها أصبحت صالحة بفضل «العهد»، ولسنا نطلب التليفون للتفكهة والتسلية والزنترة، بل لندق جرسه حين تدق النكبة جرسها ...
إن حقوقنا غير مؤمنة لأنه ليس لنا أب ولا أم، ولا أخ ولا عم ... كما تغني أسمهان، وأخيرا أقول لنفسي: فلنصبر، أليس الصبر مفتاح؟! فلو كانت المصيبة طويلة البال - تعد ولا تفي كمدير التليفون - لهان الأمر، ولكن المصائب تفعل ولا تقول، ليتها تتعلم من مديرية التليفون فنأخذ حذرنا - إذ ذاك - ونأمن شرها، ونستغني عن الاستغاثة بالتليفون.
25 / 4 / 52
نامعلوم صفحہ