187

من حديث النفس

من حديث النفس

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثامنة

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

جدة - المملكة العربية السعودية

اصناف

أول مقالة نشرتها وأوّل درسٍ ألقيته نشرت سنة ١٩٤١ إني لأخط عنوان هذا الفصل وأنا أسخر من نفسي، إذ أحدث الناس حديث مقالاتي، والناس في شغل عني وعن مقالاتي بهذا الهول الهائل، والبلاء النازل، والغلاء الشامل (١)، وبالله العوذ مما هو أشد وأعظم. ولعمر القراء ما أُكثر الحديث عن نفسي لزهوّ ولا لكبر ولا غرور، ولكنها صناعة الأدب يسوغ معها ما لا يسوغ مع غيرها. وإني -إذا أردتَ الجدّ- لمن أشد الأدباء زهادة في الأدب، وإخال أن الناس في أدبي لأزهد. ولولا كليمات أسمعهن أحيانًا فيهن تعليق على ما أكتب أو ثناء عليه، أو رسائل في مثل ذلك قد تأتيني، أو فقرات قد أقرؤها في صحيفة فيها تنويه بي ... لولا ذلك (وما ذلك؟!) ما ظننت أن أحدًا يقرأ مقالاتي! وما قصدت هذا الموضوع قصدًا، ولكني نبشت أوراقي أفتّش عن ورقة أريدها، فخرج في يدي عدد من «المقتبَس» قديم، تاريخه سنة أربع وعشرين وتسعمئة وألف، ففتحته أنظر فيه ففُتحت لي دنيا من الذكريات اللذة، وقرأته فقرأت فيه تاريخ

(١) وذلك في أيام الحرب العالمية الثانية (مجاهد).

1 / 201