153

وإن كان العقد الشمالي موازيا لبرج الدلو دل على حسن أحوال العامة واتساع المعاش وصحة الأبدان وقلة الضرع والزرع ودوام الأمطار وتواتر هبوب الرياح واعتدالها وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل ذلك على كثرة القتل والفتن مع آفات تعرض للحيات والعقارب وبعض الوحوش فإن ظهر أحد الكواكب ذوات الذوائب بإزائه دل على موت ملك ناحية المشرق وخروج رجل يطلب الملك ووقوع الاختلاف بين الرؤساء بتلك الأسباب وكثرة الموت والطواعين والجذام والقتل والقتال بناحية أرض المغرب ودوام ذلك مدة طويلة مع ظلمة تعرض في الجو وكثرة الرعود والبروق والصواعق وهلاك اكثرالناس بتلك الأسباب وقلة الطير والسمك ورخص الأسعار فإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الدلو دل ذلك على كثرة الخصب وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل ذلك على كثرة الأراجيف بأرض فارس وناحية الجبال وانتهاب سلاح الملك وكثرة الخراب بأرض السواد وريع الزروع [44] وإن كان العقد الشمالي موازيا لبرج الحوت دل ذلك على انتفاع الناس بكثرة المياه ومدود الأنهاروصيد السمك وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل على كثرة الغرق العارض للناس وفساد الغلات وموت السمك وكثرة الثلوج والبرد والجليد ون ظهر أحد الكواكب ذوات الذوائب بإزائه دل ذلك على هلاك أمة من الأمم مع كثرة القتل في الرؤساء من أهل السواد والقبط ويكون ذلك بأسباب الدين ويظهر عجائب وتخرج ملاك من تلقاء نفسه فيحرق المدن وتسيء ويسيء المعاملة للناس ويقاتل النساك بعضهم بعضا ويكثر الاختلاف والإشغاب والبلاء في الناس ويظهر الفقر والمكروه ويقع الموت في السمك وتنقطع منافع المياه وإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الحوت دل ذلك على شدة مخالفة القواد والأساورة للملك وإخراج أيديهم عن الطاعة واقتطاعهم لبعض أموال الملك ويكثر الخوف في أكثر الأقاليم ويقع البلاء في الفرس مع غزارة الأمطار وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل ذلك على كثرة هموم الناس ووقوع الطواعين والموت في أكثر الأقاليم سيما في أرض المغرب وشدة الضنك والضيق والحيرة ودوام ذلك شبيها بثلاث سنين ويعرض للناس مضار وأحزان مع كثرة الطير والسمك ومدود الأنهار

ومتى كان ظهور أحد الكواكب ذوات الذوائب في طوالع أصول مواليد الملوك أو بروج الانتهاءات أو في طوالع التحاويل أو بروج القسمة وسيما في نفس الحد أو كان مع أصحاب بعضها دل ذلك على كثرة الشدائد والحروب العارضة ويكون ذلك بأسباب الخوارج عليهم ويكثر بغيهم وظلمهم للناس وربما دل على قتلهم فإن كان المولود من أوساط الناس أو من الطبقة السفلى دل على كثرة أعدائهم وما يعرض لهم من المكاره والبلايا بتلك الأسباب

فإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع القول بعون الله وتأييده

كملت المقالة الخامسة والحمد لله كثيرا

صفحہ 322