محنہ على امام احمد
المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
اصناف
أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي في كتابه وجماعة قالوا: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي في كتابه أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: قرأت في كتابي: قال المروذي في محنة أحمد بن حنبل وهو بين الهنبازين، يا أستاذ، قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم} فقال أحمد: يا مروذي، اخرج، انظر أي شيء ترى. قال: فخرجت إلى رحبة دار الخلافة، فرأيت خلقا من الناس لا يحصي عددهم إلا الله، والصحف في أيديهم، والأقلام والمحابر في أذرعتهم فقال لهم المروذي: أي شيء تعملون؟ قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه. فقال المروذي: مكانكم، فدخل إلى أحمد بن حنبل وهو قائم بين الهنبازين، قال: لقد رأيت قوما بأيديهم الصحف والأقلام ينتظرون ما تقول فيكتبونه. فقال: يا مروذي، أضل هؤلاء كلهم؟ أقتل نفسي ولا أضل هؤلاء.
أخبرنا عبد الرحمن بن علي، أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أخبرنا أبو يعقوب، أخبرني جدي، أخبرنا محمد ابن أبي جعفر المنذري، وأبو أحمد بن أبي أسامة، قالا: سمعنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: قدم المعتصم من بلاد الروم بغداد في شهر رمضان سنة ثمان عشرة، فامتحن فيها أحمد وضرب بين يديه. فحدثني من أثق به من أصحابنا، عن محمد بن إبراهيم بن مصعب وهو يومئذ على الشرط للمعتصم، خليفة إسحاق بن إبراهيم أنه قال: ما رأيت أحدا لم يداخل السلطان ولا خالط الملوك أثبت قلبا من أحمد يومئذ، ما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.
صفحہ 89