وَنحن نرى رَأينَا فِيمَا نعتمده بعد مطالعة الدِّيوَان فِي ذَلِك وَأعَاد الرَّسُول بالإكرام وَشرع فِي الْعود إِلَى الشَّام
ثمَّ رَحل السُّلْطَان بالنصر وَالظفر وَسَار على أَعمال حلب وَكَانَ وُصُوله إِلَى أَعمال حماة فِي النّصْف الأول من جمادي الْآخِرَة من السّنة ثمَّ رَحل من أَرض حماة مُتَوَجها إِلَى حمص فَضرب مخيمه على عاصيها بِالْقربِ مِنْهَا وجاءته رسل الْأَطْرَاف والجوانب بالتهنئة لَهُ بِمَا رزقه الله تَعَالَى من النَّصْر وجاءه الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وَالشعرَاء يهنئونه ويمتدحونه فَكَانَ فِي جُمْلَتهمْ الْفَقِيه الْمُهَذّب ابْن أسعد الْموصِلِي وَكَانَ غزير الْفضل وافر الْعلم وَكَانَ السُّلْطَان كلما عبر حمص أَمر لَهُ بِمِائَة دِينَار مصرية وخلعة وعمامة فمما مدح السُّلْطَان بِهِ قصيدة مستحسنة مطْلعهَا
(أما وجفونك المرضى الصِّحَاح ... وسكرة مقلتيك وَأَنت صاحي)
(وَمَا فِي فِيك من برد وَشهد ... وَفِي خديك من ورد وَرَاح)
(لقد أَصبَحت فِي العشاق فَردا ... كَمَا أَصبَحت فَردا فِي الملاح)
(فَمَا أسلو هَوَاك بنهي ناه ... وَلَا أَهْوى سواك للحي لاحي)
(وَلَا فل الملام غرار غيي ... وَلَا ثلم العتاب شبا جماحي)
(أما للائمين عَلَيْك عقل ... فيشتغلوا بعشاق القباح)
1 / 44