الْأَمِير قَاسم بن مهنا الْعلوِي الْحُسَيْنِي أَمِير مَدِينَة الرَّسُول صلوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه فَخرج الْخَلِيفَة وَعَلِيهِ جُبَّة بَيْضَاء وطيلسان أَبيض وَبَين يَدَيْهِ أستاذ الدَّار أَبُو الْفضل بن الصاحب والخدم وَبَين يَدَيْهِ عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله فَقَامَ النَّاس وقبلوا الأَرْض وخدموا ودعوا وَكَانَ أَوَّلهمْ خدمَة جلال الدّين أَبُو المظفر بن البُخَارِيّ نَائِب الوزارة فَتقدم وَقبل الأَرْض ثمَّ قبل الركاب الشريف ثمَّ تلاه الْأُمَرَاء وأرباب الدولة فخدموا ودعوا والخليفة لَا يرد على وَاحِد مِنْهُم جَهرا وَلَا يسمع مِنْهُ منطقا حَتَّى تقدم الْأَمِير قَاسم أَمِير الْمَدِينَة فَقبل الأَرْض ثمَّ قبل الركاب الشريف ثمَّ دَعَا وَأحسن وأبلغ فِي دُعَائِهِ فَوقف لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ ورد ﵇ جَهرا وَرفع يَده فوضعها عَلَيْهِ وَأحسن لَهُ الْبُشْرَى ثمَّ مضى رَاكِبًا وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ مشَاة حَتَّى خرج من بَاب النَّصْر فَأَشَارَ إِلَى أستاذ الدَّار أبي الْفضل بالركوب فَركب ثمَّ ركب بعده نَائِب الوزارة ثمَّ الْأُمَرَاء وأرباب الدولة وَسَار فَخرج إِلَى ظَاهر بَغْدَاد إِلَى أَن وصل إِلَى الميدان الَّذِي فِيهِ الكشك فَدخل إِلَيْهِ وَلم يدْخل مَعَه إِلَّا أستاذ الدَّار ابْن الصاحب ثمَّ دخل إِلَى الكشك فبقى فِيهِ ذَلِك الْيَوْم وَبَات فِيهِ
فَلَمَّا أصبح ركب فِي الميدان وَجعل يسير فِيهِ ثمَّ أذن للنَّاس من الْأُمَرَاء وأرباب الدولة بِالدُّخُولِ إِلَى الميدان فَدَخَلُوا فَكَانَ أستاذ الدَّار عَن يَمِينه وَابْن البُخَارِيّ عَن شِمَاله
ثمَّ إِنَّه خرج فِي يَوْمه ذَلِك إِلَى الصَّيْد وَمَعَهُ جمَاعَة الْأُمَرَاء والمماليك وَلم يخرج مَعَه من أَرْبَاب الدولة سوى أستاذ الدَّار ابْن الصاحب وَكَانَ فِي كل يَوْم يتصيد وَيرجع إِلَى الكشك فَلم يزل ذَلِك إِلَى يَوْم الْجُمُعَة فَتوجه إِلَى جَامع الرصافة لصَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا فَلَمَّا قضى صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ الْخَطِيب يَوْمئِذٍ أَبُو الْفرج بن المنصوري أَمر أَن تهَيَّأ لَهُ
1 / 40