المعیار المعرب والجامع المغرب
المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب
اصناف
[قياس الاخالة وقياس الشبه] وسئل سيدي أبو القاسم البرزلي عن قول ابن الحاجب فإن أخال الأعراض فمبطل عمده. قال ابن هارون أي أشبه. ومنه قياس الإخالة أي الشبه, فهل هذا سهو من الشيخ رحمه الله؟ فإن قياس الشبه هو ما كان الجامع فيه لا تلوح فيه المناسبة ولا يقطع بنفيها عنه قسيم لقياس الإخالة, وهو ما كان الوصف الجامع فيه مناسبة جلية كالاسكار وهل الصواب أن أخال هنا بمعنى ظن, فدخلت عليها همزة التعدية, أي فإن أخال الفعل الناظر الإعراض واقعا.
فأجاب الأقرب أنه من قولهم أخال السحاب المطر إذا أزجاه, ومنه قياس الإخالة, ولا أعرف أخال في اللغة بمعنى أشبه على اتساع الكتب التي طالعتها في هذا المعنى. وقول من قال ومنه قياس الشبه غاية في الوهم والله أعلم انتهى.
[191/1] وقال سيدي القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله: سألت أبا موسى عمران بن موسى المشدالي عن معنى قول ابن الحاجب فإن أخال الإعراض, فقال معناه فإن أخال غيره أنه معرض بحذف المفعول الأول لجواز حذفه, وصاغ من أن المصدر فأقام المفعولين, كما أن إن كذلك على ما قال صاحب الجمل. قال تعالى: أحسب الناس أن يتركوا, قال المقري: قلت وأقوى من هذا أن يكون المصدر هو المفعول الثاني, وحذف الثالث اختصارا لدلالة المعنى عليه, أي أخال الإعراض كائنا كما قالوا خلت ذلك. وقد أعربت الآية بالوجهين وهذا عندي أعرب. ونحو هذا الكلام قول القضاة أعلم باستقلاله فلان أي أعلم فلان من وقف عليه أن الرسم مستقل انتهى.
وسئل سيدي محمد بن مرزوق عن قول ابن الحاجب المذكور أعلاه, وقال له السائل قال ابن هارون أخال أي أشبه, ومنه قياس الإخالة. وانتحل خليل كلام ابن هارون هذا ولم يتفطن لما فيه من الغلط الواضح, فإن قياس الشبه قسيم لقياس الإخالة. والذي يظهر أن خال هنا هي المرادفة لظن دخلت عليها همزة التعدية, أي فإن أخال الفعل الناظر الإعراض واقعا وفيه بحث من جهة النحو.
صفحہ 240