Methodological Advice for the Student of Sunnah
نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية
ناشر
دار عالم الفوائد
ایڈیشن نمبر
الأولى ١٤١٨ هـ
پبلشر کا مقام
مكة المكرمة
اصناف
تعلمون) [النحل: ٤٣]، وقال ﷿ في الأمر بالرحلة لطلب العلم: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة:١٢٢]، وما أمر سبحانه نبيه ﷺ بطلب الزيادة في شيء في الدنيا، إلا من العلم، فقال تعالى: (وقل رب زدني علمًا) [طه:١١٤]؛ وأشاد سبحانه - أيما إشادة! - بفضل أهل العلم، ورفع من شأنهم، وأعلى من قدرهم، بما يعجز عن بيانه إلا البيان المبين، من كلام رب العالمين، فقال عز من قائل (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) [آل عمران: ١٨]، وقال ﷾: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر: ٢٨]، وقال سبحانه (يرفع الله الذين ءامنوا والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: ١١]، وقال عز شانه (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) [الزمر: ٩] .
فلما كانت لطالب العلم مكانته التي نوهنا ببعضها، تبين أنه على صغر سنة طالب جليل، وعلى قلة عمله بسلوكه مسالك الطلب استحق التبجيل.
ومن حق هذا الذي يقفو آثار العظماء، ويلوث على رأسه عمامة العلماء؛ أن يكون له نصيب من التوجيه كبير، وحظ من النصح وفير. ولما طلب مني مكتب التوعية بمكة المكرمة أن ألقي كلمة على منهج القراءة في كتب الحديث والمصطلح، ورأيت أن الرفض لا يسعني، أجبتهم إلى رغبتهم، على ضعف وعجز. لكني من حين أجبت، عزمت على أن أجعل المنهج المطروح منهجًا مستقى من مناهج العلماء، ودربًا نص الأئمة على أنهم قد ساروا عليه، أو دلت سيرهم وأخبارهم وعلومهم على أنهم قد طرقوه. وإنما عزمت على هذا العزم، لأن منهج تعلم أي علم يجب أن يؤخذ عن العلماء بذلك العلم، الذين عرفوا دروبه، وأحاطوا بسبله، وملأتهم الخبرة به بصيرة بالأسلوب الصحيح في تلقيه، وأشبعتهم فنونه بالوسائل المبلغة إليه.
وتم ما أعددته لتلك الكلمة في الشهر الأول من عام (١٤١٨هـ)، وألقيتها في هذا التاريخ.
1 / 4