Memoirs of a Witness to the Century

Malek Bennabi d. 1393 AH
80

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

تحقیق کنندہ

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

ناشر

دار الفكر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

پبلشر کا مقام

دمشق - سورية

اصناف

أعتقد أنه في تلك الفترة تعرفت على صحيفة (الإقدام) التي كان يصدرها الأمير خالد. كما تعرفت على صحيفة (الراية L'étendard) التي كان يصدرها (دندان)، وكان أبي يتلقاها باستمرار. وكانت صحيفة تونسية تكتب بالعربية هي (العصر الجديد) قد بدأت تصل إلى تبسة لأنها تخصصت بشؤون العالم الإسلامي، فقد كان الاهتمام بها أكبر من زميلتها التونسية القديمة (الزهرة) التي كانت تولي عنايتها بالشؤون التونسية. وعندما كنت أخرج مع ابن خالي (صالح) لنقوم بتلك النزهة التي يقوم بها سائر الشبان التبسيين، في كل مساء من أمسيات الصيف انطلاقًا من بوابة قسنطينة حتى وادي الناقوس، كنت أجد محمّص القهوة العجوز الذي يتولى تحميص القهوة لسائر مقاهي البلدة يجلس في مكانه المعتاد، ثم يقرأ بصوت شبه مرتفع جريدة (الزهرة)، على نور باهت يشعه قنديل وضع على الباب الأثري (باب قسنطسينة). كان يجلس على أحد ذلك الصفين من الحجارة الموضوعة لجلوس المتنزهين، من التبسيين الذين لا يرغبون في التوغل بعيدًا في نزهاتهم يتنشقون عليها الهواء. وها هو ذا قد أصبح الآن يقرأ جريدة (العصر الجديد) بدلًا من جريدة (الزهرة). ... مرة أخرى كان علي ذات صباح أن أتلقى (ماء العودة) على عتبة البيت وقد صبته أختي على قدمي. فاجأتْ عودتي لقسنطينة الجميع كما فوجئت أنا، فقد نما جسدي كثيرًا خلالا العطلة، فأصبح جسد رجل على الرغم من أن الكتفين بقيتا على شيء من الضيق. والشاوش الذي وقف يرقب على عتبة المدرسة زبونه الجديد تساءل لدى رؤيته لي بسخريته المعتادة: «هي/ هي/ هي/ صديق؟ ... كم كبرت!»

1 / 83