Memoirs of a Witness to the Century

Malek Bennabi d. 1393 AH
76

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

تحقیق کنندہ

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

ناشر

دار الفكر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

پبلشر کا مقام

دمشق - سورية

اصناف

لقد خلف إمامًا آخر كنت أحتفظ له بذكرى غامضة. إنني أذكر فقط أنه كان عازبًا يعيش وحيدًا في منزل صغير في شارع سمي فيما بعد شارع الرسول. لقد كانت له هواية خاصة به. فغالبًا ما أجده في شارع الرسول بين الصلاتين مهتمًا بتحريض ديكين على المبارزة، لقد ربّاهما ودرّبهما على هذه المهمة. وأعتقد أنه لم يكن لديه اهتمام بمسؤوليته الروحية. وما كان نصيب أرواح التبسيين من اهتمامه يعادل اهتمامه بحالة العرفين الداميين لديكيه عندما يطلقهما في معركة أمام ناظريه، تسلية لنفسه ولناظري الأطفال المشدوهين مثلي ونحن نحيط بهما. جاء الشيخ (سليمان) مدينتنا في أواخر الحرب. وسرعان ما اكتسب ثقة الناس به، فكانت الخلافات في العائلة أو بين الأفراد تجد حلها على يديه. ولم تكن أحكامه النزيهة لترضي دائمًا القلوب، ولكنها كانت بكل حال مقبولة. فعمي إسماعيل الذي كان مشهورًا ببخله رضي بأن تأخذ مطلقته أحد أولاده معها، كل شيء لأن الشيخ سليمان حكم بذلك عندما قال: «الشاهد عندنا! ينبغي أن نترك هذه المرأة المسكينة تحمل كامل جهازها». أصبح المسجد قلب المدينة النابض. وتولى الشيخ (سليمان) تأسيس أول جمعية خيرية فيها. كان يحضر حفلات الزواج ومجالس الطلاق ومراسم الدفن وكان قراره هو الأخير في سائر المشاكل الناجمة. بعض العادات التي هي على شيء من البربرية بدأت تتغير. فقد كان يدعو في خطب الجمعة إلى نبذ الندب والعويل في الجنازات، والإقلاع عن الصخب والضجيج في احتفالات الزواج. وقد جعل ذلك عجائز تبسة يلعنّ هذا الشيخ

1 / 79