Meditations on Surahs and Verses
تأملات في السور والآيات
ناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٤٠ هـ
اصناف
والله جل وعلا وتقدس كما أنه وهب نبيه الرؤية القلبية -بدلالة الآيات السابقة- كذلك وهب أمته جزءًا يسيرًا مما اختص به نبيهم ورسولهم ﷺ (^١)، وهذا المغزى من الاستشهاد بهذه الآية، إذ إن الأمر توجيه لأمته ﷺ أيضًا.
مثالًا على ذلك:
النبوة التي كلف الله بها نبيه ﷺ، نجد أنه يقابلها جزء متجزئ لأمته ونصيب منها، والمتمثلة بالرؤيا الصالحة، فهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، في معرفة الأمور الغيبية (^٢)، وبالطبع وكما هو معلوم الدين بالضرورة، أن هذا لا يدخل فيه الأحكام بتاتًا (^٣).
_________
(^١) على سبيل المثال ما قاله ابن عاشور يرحمه الله في تفسيره قوله تعالى سورة الانعام ﴿يَسْتَهْزِئُونَ (٥) أَلَمْ يَرَوْا ... قَرْنًا﴾ (والرؤية يجوز أن تكون قلبية) التحرير والتنوير (٧/ ١٣٧).
(^٢) عند مسلم (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) حديث رقم [٢٢٦٣]، ويقول الحافظ ابن حجر يرحمه الله في كلامه عن الاهتمام بالرؤيا: (لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات) فتح الباري (١٢/ ٤٣٧).
(^٣) يقول الإمام ابن حزم يرحمه الله في كتابه المحلى: (الشرائع لا تُؤْخَذ بالمنامات) (ص/٦٥٠)، وانظر فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله، للشويعر (٢/ ٣٨٥).
1 / 121