قالت إليزابيث: «أجل، سيكون هذا هو الأفضل، لكن لا يمكننا أن نتركها وحيدة في حالتها تلك. سيتحتم على أحدهم أن ينام في الغرفة نفسها.»
قالت السيدة رينولدز: «هناك أريكة وثيرة وفراش في غرفة تبديل الملابس المجاورة يا سيدتي. يمكنني أن آمر بنقل الأريكة مع الأغطية والوسائد. وأتوقع أن بيلتون لا تزال مستيقظة في انتظارك. لا بد أنها علمت أن هناك خطبا ما ولكنها كتومة تماما. وأقترح في الوقت الراهن أن نتناوب أنا وهي على النوم على الأريكة في غرفة السيدة ويكهام.»
قالت إليزابيث: «ينبغي أن تحصلي أنت وبيلتون هذه الليلة على قسط كاف من النوم. سنتمكن أنا والسيدة بينجلي من تدبير ذلك.»
وبعد أن عاد دارسي إلى الردهة، رأى أن بينجلي وجين قد رافقا ليديا على السلم، وكانت السيدة رينولدز تتقدمهم. كان صياح ليديا قد خفت إلى درجة النحيب الهادئ، لكنها سحبت نفسها بقوة من بين ذراعي جين التي تستند إليهما، ثم استدارت وحدقت إلى دارسي بنظرات غاضبة. «لم ما زلت هنا؟ لماذا لا تذهب للبحث عنه؟ لقد سمعت الطلقات. يا إلهي - يمكن أن يكون مصابا أو قتيلا. اذهب بحق السماء!»
قال دارسي في هدوء: «نحن نستعد لذلك الآن. وسأنقل لك الأخبار حين نطلع على شيء. وليس هناك حاجة إلى توقع الأسوأ. قد يكون السيد ويكهام والكابتن ديني في طريقهما إلى هنا بالفعل سيرا على الأقدام. والآن حاولي أن تحصلي على قسط من الراحة.»
وبعد أن غمغم بينجلي وجين إلى ليديا بحديث مطمئن، تمكنا في النهاية من الوصول بها إلى الطابق العلوي، ثم غابا عن الأنظار في الرواق خلف السيدة رينولدز. قالت إليزابيث: «أخشى أن تمرض ليديا. نحن في حاجة إلى الدكتور ماكفي؛ حيث يمكن أن يعطيها شيئا لتهدئتها.» «لقد أمرت بالفعل أن تذهب العربة لإحضاره، والآن ينبغي علينا أن نذهب إلى الغابة للبحث عن ويكهام وديني. هل كانت ليديا قادرة على إخبارك بما حدث؟» «لقد تمكنت من السيطرة على صياحها بما يكفي لتقول الوقائع الرئيسية، وتأمر بأن يتم إحضار حقيبتها وفتحها. أعتقد أنها لا تزال تتوقع أن تحضر الحفل.»
بدا لدارسي أن ردهة المدخل الكبيرة لمنزل بيمبرلي - بأثاثها الأنيق ودرجها الجميل المتقوس صعودا حتى الرواق العلوي، وصور العائلة - قد أصبحت فجأة غريبة عليه وكأنه يدخلها للمرة الأولى. لقد تبدل فيها النظام الطبيعي لتلك الأشياء، الذي يتذكره منذ طفولته، وشعر لوهلة بأنه عاجز وكأنه لم يعد سيد منزله، وكان ذلك شعورا سخيفا وجد ترويحا عنه في انزعاجه من التفاصيل. لم تكن وظيفة ستاوتن ولا ألفيستون أن يحملا الحقائب، وكان ويلكونسن - بفعل تقليد طويل - هو العضو الوحيد في الخدم الذي يأخذ أوامره مباشرة من سيده - وذلك بصرف النظر عن ستاوتن. لكن على الأقل كان هناك شيء يحدث. حملت حقائب ليديا إلى الداخل، وستذهب الآن عربة منزل بيمبرلي لتحضر الدكتور ماكفي. وبصورة غريزية تحرك دارسي نحو زوجته وأمسك بيدها. كانت يدها باردة كالثلج، لكنه شعر بها تطمئنه وتشد على يده فشعر بشيء من الارتياح.
كان بينجلي قد نزل على الدرج في تلك اللحظة، وانضم إليه ألفيستون وستاوتن. قص دارسي في إيجاز ما عرفه من برات، لكن كان من الواضح أن ليديا تمكنت من الإفصاح بصعوبة عن جانبها من القصة - وذلك بالرغم من انزعاجها وحزنها.
قال دارسي: «نحن في حاجة إلى برات ليشير إلى المكان الذي ترك فيه ويكهام وديني العربة؛ لذا فإننا سنأخذ عربة بيجوت. من الأفضل أن تمكث أنت هنا يا تشارلز مع السيدات، ويمكن لستاوتن أن يحرس الباب. وإن كنت ستشارك في هذا الأمر يا ألفيستون، فسنتدبر الأمر فيما بيننا.»
قال ألفيستون: «دعني أساعدك يا سيدي، بأي طريقة يمكنني بها ذلك.»
نامعلوم صفحہ