والطامة الكبرى التي شملت شيخ الأنبياء إبراهيم: انه كان أولى بالشك من إبراهيم! إلى ما هنالك مما يزيد في قبحه على ما ذكر أكثر بكثير، كل ذلك مما " قد فاجأتنا به الأنباء والسير " في المجاميع الحديثة وكتب السيرة! وفيها عن حياته الزوجية ما نتذمر من ذكره فضلا عن القيام بأمره! وأدهى ما في الأمر وأمر أنها مدونة في الكتب التي توصف بأنها أصح كتاب بعد الذكر الحكيم، وهي تحاول أن تصور لنا سيدنا ومولانا ونبينا أفضل الأنبياء والمرسلين وأشرف السفراء المقربين!!
قال محققو سيرة ابن هشام في مقدمتهم: " ولعل النظر إلى تراث السالفين ولا سيما ما يتصل منه بعلم السير نظرة فيها الكثير من التقديس، هو الذي حال دون هؤلاء وهؤلاء أن يقفوا من هذا العلم موقفا فقدناه في جميع المؤلفين المتقدمين على اختلاف طبقاتهم، فلم نر منهم من عرض لما تحمله السير بين دفتيها من أخبار تتصف بالبعد عن الحقيقة، فنقدها وأتى على مواضع الضعف منها.
هذا ما حرمه هذا العلم في جميع أدواره السالفة إلى ما قبل أيامنا هذه بقليل، إذ رأينا الإيمان بأن في السيرة أخبارا لا تتصل بالحق في قليل ولا كثير، تصحبه الجرأة ثم الإقدام، ورأينا فكرة جديدة تجري بها أقلام مجددة، يتناول أصحابها الخبر أو الخبرين من السيرة، مما كان يتخذ مطعنا علينا في شخص النبي - صلى الله عليه وآله - أو ما يتصل به، فخلصوه مما لصق به مما ليس منه، وأقاموا حوله سياجا من الحجج والبراهين، صح بها وأصبح حجة على الطاعنين فيه.
ومثل هذا ما فعله الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في قصة النبي - صلى الله عليه وآله -، وتزويجه زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ثم
صفحہ 41