موسوعة مصر القديمة
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
اصناف
وأعظم عمل قام به المصري في بداية استعمال المعادن، سواء أكان في الوجه البحري أم في الوجه القبلي، ينحصر في إعداد أرض وادي النيل الخصبة للزراعة، وقد حدث ذلك في الوقت الذي أخذت فيه أحوال البلاد تتغير من جهة الجو تدريجا، وقد حدث هذا عندما أخذت القبائل الجوالة التي كانت ترتكن في معظم معيشتها على الصيد والقنص وتربية المواشي تحط رحالها وتسكن القرى والمدن، وإذا كانت الأراضي الخصبة المجاورة للصحراء بما فيها من مراع طبيعية ضئيلة قد كفت لمدة ما في عصر بداية المعادن حاجة الرعاة الذين كانوا يعيشون بجوار مياه الوادي، فإنها بعد فترة أصبحت غير كافية لسد حاجات سيل السكان الذين كانوا يتدفقون من الصحراء القاحلة إلى شواطئ النيل، وقد كان ذلك سببا في أن حتم على هؤلاء النازحين أن يستغلوا أرض وادي النيل الخصبة الدسمة، ولكن العوائق الطبيعية قامت في وجههم وجعلتهم يفكرون في التغلب عليها لحاجتهم الملحة إلى طلب العيش، وتفسير ذلك أن النيل كان يغمر أرض الوادي الخصبة كل عام بفيضانه المنتظم، ويترك مياها راكدة في الأراضي المنخفضة تتألف منها برك ومستنقعات، على حين أن الأراضي المرتفعة كانت تجف مياهها بعد انقضاء بضعة أسابيع من اختفاء الفيضان، فحتمت الحاجة الملحة على إنسان هذا العصر أن يسوى بين عالي هذه الأراضي وسافلها، حتى تصبح في مستوى واحد صالح للزراعة، ثم رأى أنه كان لزاما عليه بعد ذلك أن ينظم ماء الفيضان نفسه، حتى يمكنه أن ينتفع به وقت التحاريق، فقام بإنشاء الترع والسدود التي كانت بمثابة الخزانات الآن ليصرف منها الماء عند الحاجة حتى لا يحدث قحط، وهذا العمل العظيم يعد أكبر فتح قام به الإنسان الأنيوليتي في وادي النيل أمام الطبيعة العاتية، والواقع أنه ما كاد ينبثق فجر التاريخ حتى كان الإنسان الذي سبق هذا العصر قد تغلب على كل الصعاب التي مهدت السبيل لنمو المدنية المصرية، ولا شك في أن هذا العمل العظيم يعد من أكبر مفاخر الإنسان الأنيوليتي، وستبقى أسماء هؤلاء الذين نفذوا هذه الأعمال العظيمة سرا غامضا أبد الآبدين، والواقع أن مثلهم في هذا الميدان مثل الجندي المجهول في ساحة الوغى، ومن المرجح جدا أن أول من فكر في تنظيم مياه النيل وتوزيعها هم أهل الدلتا لأنهم كانوا بطبيعتهم أهل حضر وزراعة. أما أهل الصعيد فإنهم كانوا أقرب إلى البداوة، ولا يبعد أن تكشف لنا مدنيات جديدة في أرض الدلتا - كما حدث منذ زمن قريب - تثبيت هذه الفكرة، هذا رغم أن معظم مدنيات الوجه البحري قد طغى عليها الماء بارتفاع منسوباته في كل بقاعها، اللهم إلا أجزاء بسيطة لا تكاد تذكر بالنسبة إلى أرض الصعيد التي لم يمسسها في أماكن كثيرة ماء الفيضان وبخاصة على حافة الصحراء التي كانت تتخذ مدافن في كل عصور التاريخ المصري ومنها نستقي معظم ما نعرفه عن المدنية المصرية. (3) مراجع فصل ما قبل التاريخ
تنقسم المصادر التي اعتمدنا عليها في تأليف فصل ما قبل التاريخ المصري وما قبل الأسرات، إلى مصادر عامة ومصادر خاصة، أما المصادر العامة فتشمل الكتب التي تبحث عن تاريخ هذا العصر بوجه عام في مصر وغيرها، وهذه الكتب قد تتناول أقسام كل عصر ما قبل التاريخ، أو تتناول فترة طويلة منه، وتبحثها بحثا مستفيضا سواء أكان في مصر أم في العالم أجمع. أما المصادر الخاصة فهي التي تبحث في مصر قبل التاريخ فقط أو في عصر معين من تاريخها في هذا الوقت، وبخاصة في عهد ما قبل الأسرات.
وسنذكر هنا أولا المؤلفات العامة التي تبحث عما قبل التاريخ في كل العالم أو في جزء منه حتى يتسنى للقارئ أو الباحث أن يرجع إليها عندما يريد المزيد في أي موضوع خاص من المواضيع المغلقة الفهم أو عندما يرغب في دراستها وبحثها لغرض معين، وبعد ذلك نذكر المصادر الخاصة بمصر مع شرح بسيط لتعريف كل مصدر، وقد فضلت ذلك عن ذكر كل مصدر في أسفل الصحيفة. (3-1) المصادر العامة (1)
J. De Morgan. Prehistoric Man. London. 1925.
هذا المؤلف هو مختصر عصور ما قبل التاريخ الثلاثة في العالم، وقد أشار إلى مصر في نقط عدة، وقد وضع باللغة الإنجليزية رغم أن مؤلفه فرنسي وكتب كل مؤلفاته الأخرى بلغته الأصلية. (2)
La Préhistoire Orientale, 3 Vol, Paris. 1925-1927.
هذا المؤلف كتبه العالم «دي مرجان» كذلك، وقد بحث فيه بحثا مستفيضا عن عصر ما قبل التاريخ في أفريقيا الشمالية ومصر وآسيا، وذلك نتيجة أبحاثه وحفائره الخاصة. وقد طبع هذا الكتاب بعد وفاة مؤلفه. (3)
Burkett., The Stone Age. London 1933.
وقد بحث فيه مؤلفه تاريخ العصور الحجرية المختلفة بحثا مختصرا سهل التناول، ويعتبر من الكتب المدرسية السهلة. (4)
Minghin. Welt Geschechte Der Steinzeit, Wien. 1931.
نامعلوم صفحہ