موسوعة مصر القديمة
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
اصناف
وقد اتخذ أساسا للتغير في هذا النوع من الفخار فترات معينة تبتدئ برقم واحد وتنتهي برقم مائة، وقد ترك الفترة من رقم 1-29 خالية لما عساه أن يكشف من فخار أقدم من الأنواع التي عثر عليها في قبور قديمة. أما الفترة بين 30-100 فإنها تمثل ما قبل الأسرات وأوائل عصر الأسرات، وقد صار من الممكن إذن أن يضع الإنسان في الفترات المتتابعة مجموعة هذا النوع من الفخار حسب طبقته المختلفة في القدم، فإذا كشف قبر مما قبل الأسرات، ولم يكن من الممكن وضع تأريخ محدد له، فإن مكانته في التأريخ التتابعي يمكن الوصول إليها في الحال، وذلك بمقارنة الفخار الذي عثر عليه فيه بالطبقة المقابلة للفخار الذي اتخذ نوعه أساسا.
وهذا النظام للتأريخ التابعي، كما يطلق عليه، برهن على أنه أداة قيمة إلى أبعد حد لتحديد الآثار التي وجدت في عصر ما قبل الأسرات، ولا نزاع في أن هذا النوع من التأريخ لا يمكن أن يعطينا فترات متساوية من الزمن في كل طبقة؛ إذ من الجائز أن تكون طبقة أطول أو أقصر جدا عن التي تليها مباشرة، ولكن على أية حال يمكننا بوساطة هذا التأريخ أن نحدد ما سبق وما لحق بالنسبة لترتيب الحوادث الحقيقي.
وعلى هذا الأساس ينقسم عصر ما قبل الأسرات إلى ثلاثة عهود: (1)
عهد ما قبل الأسرات القديم وتأريخه التتابعي من 30-40. (2)
عهد ما قبل الأسرات المتوسط من 40-60. (3)
عهد ما قبل الأسرات الحديث من 60-78 وعند هذا الرقم يبتدئ العهد الأول للأسرات، وذلك بظهور الأسرة الأولى التي بدأ التأريخ فيها بالكتابة.
وقد عثر حديثا على مقابر أقدم من التي وجدها «فلندرز بتري»، ونعني بذلك المقابر التي كشفها المستر «برنطون» في البداري، وقد عثر فيها على أنواع جديدة من الفخار، وقد خصص لها «بتري» التأريخ التتابعي من 20-29 وسنشرح ذلك في حينه.
مدنية الوجه البحري:
لقد ظلت البحوث العلمية عن عصر ما قبل التاريخ في مصر موقوفة على الوجه القبلي إلى زمن غير بعيد ظنا من العلماء أن كل المدنية القديمة أصلها من الوجه القبلي إلى أن أقام الأستاذ «ينكر» ببحوثه المشهورة عن عصر ما قبل التاريخ في جهة مرمدة بني سلامة، وأسفرت بحوثه عن مدنية يرجع عهدها إلى العصر النيوليتي، وقد تكلمنا عن هذه المدنية في حينها، وقد قام بعده الباحثون في هذا الميدان في الوجه البحري، فوفق أخيرا العالمان مصطفى بك عامر والأستاذ «منجين» إلى كشف محطة جديدة في المعادي يرجع عهدها إلى عصر ما قبل الأسرات الحديث، ومن ذلك يتضح لنا أنه توجد فجوة عميقة بين عصر مرمدة بني سلامة الذي بدأ في أوائل العصر الحجري الحديث وبين عصر المعادي الذي يشرف على حافة التاريخ أو بعبارة أخرى يختم به عصر بداية المعادن، ولا يبعد أن تملأ هذه الفجوة العميقة بكشف جديد في هذا المضمار في السنين المقبلة، وقد كشفت آثار من هذا العصر في الوجه البحري في طرخان، وطرة.
مدنية الوجه القبلي:
نامعلوم صفحہ