312

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

اصناف

وللكرم فضل كبير، وفائدة عظمى للفرد والمجتمع، فالكريم يحبه الله تعالى ويحبه # الناس، وكل نعمة ينفق صاحبها منها ابتغاء وجه الله تعالى يبارك له فيها، يقول تعالى: {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين} [البقرة: 265] (¬1).

أنواع الكرم

1 - الكرم مع النفس بدون إسراف

قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} [الأعراف: 32].

ويروى أن الإمام أحمد بن حنبل كان يلقي درسا على بعض الناس، فرأى من بينهم رجلا يلبس ثيابا قديمة، فلما انتهى من دروسه وانصرف الناس، ناداه الإمام أحمد وقال له: ارفع هذا المصلى تجد تحته ألف درهم، خذها وأنفق بها على نفسك، وأصلح بها أحوالك، فأخبره الرجل أنه غني، لا يحتاج إلى هذا المال، فغضب منه الإمام أحمد وقال له: أما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" [الترمذي].

2 - إكرام الضيف

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" [رواه البخاري].

عجب الله من صنيعكما

جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إني مجهود.

فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فأرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: "من يضيف هذا الليلة رحمه الله".

فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني.

صفحہ 314