مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

ابن تغری بردی، الاتابکی d. 874 AH
88

مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

تحقیق کنندہ

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

ناشر

دار الكتب المصرية

پبلشر کا مقام

القاهرة

وَقيل: إِن فتيانا أَتَوا عمر بن عبد الْعَزِيز؛ فَقَالُوا: إِن أَبَانَا توفّي وَترك مَالا عِنْد عمنَا حميد الأصبحي؛ فَأحْضرهُ عمر وَقَالَ لَهُ: أَنْت الْقَائِل: (حميد الَّذِي أمج دَاره ... أَخُو الْخمر والشيبة الأصلع) (أَتَاهُ المشيب على شربهَا ... فَكَانَ كَرِيمًا فَلم ينزغ) قَالَ: نعم. قَالَ عمر: مَا أَرَانِي إِلَّا حادك، أَقرَرت بشربها، وَإنَّك لم تنْزع عَنْهَا. قَالَ: أَيْن يذهب [بك] ﴿؟ ألم تسمع قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ . فَقَالَ عمر: مَا أَرَاك إِلَّا قد أقلت، وَيحك يَا حميد، كَانَ أَبوك رجلا صَالحا وَأَنت رجل سوء. فَقَالَ: أصلحك الله، وَأَيْنَ شَبيه أَبَاهُ﴾ كَانَ أَبوك رجل سوء وَأَنت رجل صَالح. فَقَالَ عمر: إِن هَؤُلَاءِ زَعَمُوا أَن أباهم توفى وَترك مَالا عنْدك. قَالَ: صدقُوا، وأحضره بِخَتْم أَبِيهِم. [ثمَّ] قَالَ: إِن أباهم [لَعَلَّه] مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكنت أنْفق عَلَيْهِم من مَالِي، وَهَذَا مَالهم. قَالَ عمر: مَا أحد أَحَق أَن يكون عِنْده مِنْك؛ فَامْتنعَ وَدفع المَال. انْتهى. قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي تَارِيخه: حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا عَفَّان بن عُثْمَان [بن الحميد بن لَاحق] عَن جوَيْرِية، عَن نَافِع: بلغنَا أَن عمر قَالَ: إِن من وَلَدي رجلا بِوَجْهِهِ شين يَلِي؛ فَيمْلَأ الأَرْض عدلا. قَالَ نَافِع: فَلَا أَحْسبهُ إِلَّا عمر بن عبد الْعَزِيز.

1 / 90