Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
ناشر
مكتبة الرشد
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
واضحا ومشهورا من علم الكلام، فقصة عمر- ﵁ مع صبيغ ابن عسل (١) لما علم أنه يتتبع متشابه الكلام ويسأل عنه، فضربه عمر ونفاه إلى البصرة- قصة مشهورة (٢) -، لذلك لما حدث يزيد بن هارون بحديث الرؤية، فقال له رجل: يا أبا خالد، ما معنى هذا الحديث؟ فغضب وحرد (٣) وقال: ما أشبهك بصبيغ وأحوجك إلى مثل ما فعل به (٤) . وعمر- ﵁ روي عنه أنه قال: " إنه سيأقي أناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله " (٥) .
وقد استمر السلف على هذا المنهج من التحذير من البدع وعلم الكلام وما عليه أهل الأهواء، فالشافعي أثر عنه الكثير في التحذير من أهل الكلام حتى قال: " لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أن يلقاه بشيء من الأهواء " (٦)، والإمام أحمد-﵀ يقول في رسالتهـ الثابتة عنه - الى عبد الله بن يحيى بن خاقان - لما طلب منه المتوكل أن يكتب له حول مسألة "خلق القرآن ": وقد روى غير واحد ممن مضى من سلفنا ﵏ أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله ﷿ وليس بمخلوق،
_________
(١) هو صَبيغ بن شريك بن المنذر بن قشع بن عسل التميمي، ويقال صبيغ بن عسل، نسبة إلى جده. ترجمته في: الإكمال لابن ماكولا (٥/ ٢٢١،٦/٢٠٦-٢٠٨)، والإصابة (٣/٤٥٨)، ترجمة رقم (٢٧ ١ ٤)، وتبصير المنتبه (٣/٤ ٩٥)، والوافي في الوفيات (١٦/٣٨٣) .
(٢) رواها: الدارمى في سننه، رقم (٤٦ ١)، والآجرى في الشريعة (ص: ٧٣)، واللالكائي في شرح السنة، رقم (١٣٦ - ١٤٠)، والصابوني في عقيدة السلف، رقم (٨٣-٨٥)، تحقيق: بدر البدر، ورواها غيرهم. انظر: الإصابة (٣/٤٥٨)، رقم الترجمة (٢٧ ٤١) ت البجاوى، والدر المنثور للسيوطي. أول سورة الذاريات.
(٣) " حرد " أي غضب واغتاظ وهم به. انظر: الصحاح، والمعجم الوسيط، مادة:"حرد".
(٤) عقيدة السلف للصابوني، رقم (٨٢) .
(٥) رواه الدارمي رقم (١٢١)، واللالكائي رقم (٢٠٢)، والآجري في الشريعة (ص: ٥٢) .
(٦) رواه البيهقي في: مناقب الشافعي (١/٤٥٢)، وفي الاعتقاد (ص: ٣٩)، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، وأبو نعيم في الحلية (٩/١١١)، وابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص: ٣٣٧)، واللالكائي في شرح السنة، رقم (٣٠٠)، وابن أبي حاتم: كما في توالي التأسيس لابن حجر (ص:١١٠) .
1 / 56