مودہ اور خلطہ

الجاحظ d. 255 AH
85

مودہ اور خلطہ

رسائل الجاحظ

ناشر

دار ومكتبة الهلال

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

بلاغت
الصّريمة. وقد شكا بعض الملوك تنقيب العوامّ عن أسرار الملوك فقال: ما يريد الناس منّا ... ما ينام الناس عنّا لو سكنّا باطن الأر ... ض لكانوا حيث كنّا إنما همّهم أن ... ينشروا ما قد دفّنا ولم نرى حبّ الطعن على الملوك، والتجسّس على أخبارهم، وعشق نشر المعايب، واستحلال الغيبة، ظاهرا في طباع الناس لا يكاد ينجو منه أحد منهم إلّا من رجح حلمه وعظمت مروءته، وظهر سؤدده، واشتدّ ورعه، حتى قال بعضهم: «الغيبة فاكهة النّسّاك» . ورووا عن بعضهم أنه قال: «الفاسق لا غيبة له» . وقال آخر: «أترعون من ذكر الفاسق؟ اذكروه يعرفه الناس» . [٨- الغيبة] ولم نر الله جلّ ثناؤه رخّص في اغتياب مؤمن، بل ضرب المثل في الغيبة بأكره ما تكرهه النّفوس، وما تختار منه الموت على الحياة، فقال: وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ. واغتياب الناس جميعا خطة جور في الحكم، وسقوط في الّهمة، وسخافة في الرأي، ودناءة في القيمة، وكلفة عريضة، وحسد ونفاسة قد استحوذت على هذا العالم وغلبت على طبائعهم، وتوكّدت لسوء العادة عندهم، ولعلوّ الشرّ على الخير، وكثرة الدّغل والنّغل والحسد في القلوب. فلست ترى منها ناجيا. إمّا ناظر بعين عدل وإنصاف، فهو يرى ما ينكر فيبدو في وجهه

1 / 101