فقل : دلني على ذلك تجزيهم وألوانهم وعرضهم وطولهم وتصريف حالاتهم، فهذه علامات الخلق] (¬1) .
وإذا قيل لك : فالله ملاق للأشياء، أم غير ملاق لها، أو مماس للأشياء، أو غير مماس لها ؟
¬__________
(¬1) - + من الشرح، ص349. وهذا الجواب الذي أجاب به صاحب الكتاب في الدلالة على حدوث الخلق ، فهو من الجواب الأول من المسألة الأولى ، حين سئل عن الدليل على أن الله قديم ، فأجابه بأن الله لا يجري عليه عدد وهو التجزية ولا حدود = =وهو الطول والعرض ، فدل على قدم القديم بنفي هذه الصفات التي هي صفات المحدث عنه. فلما سئل عن حدوث الخلق دل عليه بلزوم هذه الصفات التي هي صفات المحدث للخلق. فكل ما دل على قدم القديم فهو دال على حدوث المحدث معكوسا ومقلوبا . والجواب في كل مختلفين على هذا المعنى يؤخذ جواب كل منهما من جواب الآخر على العكس والقلب .وصفات الطول والعرض وما إلى ذلك هي صفات الأجسام، وهذه الأجسام محدثة . فانه لو كان المحدث للخلق محدثا مثل الخلق للزم ذلك الذي أحدث الخلق من الحاجة إلى محدث ثان . والقول في مثل الخلق للزم ذلك الذي أحدث الخلق من الحاجة إلى محدث ثان . والقول في الثالث كالقول في الثاني، وفي الرابع كالقول= = في الثالث ، وفي تسلسل ذلك إلى ما لا يتناهى بطلان جميع ذلك. وفي بطلان جميعه وجوب أن المحدث للأشياء لا يكون محدثا مثلها بل هو قديم عن جميع ذلك .
صفحہ 81