قال:الإسلام هو الاستسلام لأمر الله والخضوع للخالق. والإيمان : الوفاء [لله] (¬1) بجميع الدين. وأما الدين فهو الأعمال، بطاعة الخالق. وقال غيره : الدين، جميع وظائفه مثل الصلاة والزكاة وغير ذلك مما يسمى دينا. ألا ترى إلى قول الله حيث يقول: { ألا لله الدين الخالص } (¬2) يعني ما خلص له العمل بهذه الوجوه التي ذكرنا.
قلت : فما أصل الدين ؟
فقال : الدين في نفسه عيون وأصول. [ لو جاز أن يكون للدين أصل لجاز أن يكون للأصل أصل غيره] (¬3) . وقال غيره : أصل الدين الإيمان وعليه يبنى الدين (¬4) .
[
¬__________
(¬1) - + من الشرح، ص310.
(¬2) - سورة الزمر : 03.
(¬3) -+ من الشرح، ص311.
(¬4) - يريد صاحب الكتاب مما ساقه هاهنا، أن الإسلام والإيمان والدين وان اختلفت هذه الألفاظ ، واختلفت معانيها ، فمعناها كلها يجمعه طاعة الله - عز وجل - . سمي ذلك إيمانا لأنه تصديق في قول وعمل، وسمي إسلاما لأنه إسلام النفس والأمر إلى الله - عز وجل - . والدين هو ما يدان الله به من كل قول وعمل . فلذلك قال صاحب الكتاب : هي أسماء مختلفة لخصال ثلاث متآلفة.يريد أن الأسماء وان اختلفت فهي متآلفة في المعنى، إذ يقول تعالى:(( إن الدين عند الله الإسلام))= =(آل عمران: 19) وكذلك قال : (( وذلك دين القيمة))(البينة :5).والإسلام والإيمان والدين يجمع كل هذه الأسماء طاعة لله - عز وجل - وعبادته. ودين الإسلام هو ملة الإسلام . ومن دان بالباطل فقد اتبع دين الشيطان . ولا يسمى بشيء من أسماء دين الله ، ولا يقال له مؤمن ولا هو من أهل الإيمان ، ولا مسلم ولا من أهل الإسلام في مثل هذا . والكافر والمشرك خارج من جميع أسماء أهل الدين ومن جميع أسماء دين الله بالذي وصفنا قبل هذا .والكفر اسم من أسماء دين الشيطان ، كما أن كافرا، وضالا ، وفاسقا ، وفاجرا وظالما، هي أسماء أهل دين الشيطان ... الخ .
صفحہ 70