مطمح الآمال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
اصناف
[خطبته بعد استشهاد أبيه (ع)]
وروى أهل السير أن الحسن [عليه السلام] صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين [عليه السلام] حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: (لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون لقد كان يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقيه بنفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوجهه برايته فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم وفيها قبض يوشع بن نون عليه السلام وما خلف صفراء ولا بيضاء سوى سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله، ثم خنقه البكاء فبكى وبكى الناس معه ثم قال: أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، أنا ابن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه فقال عز من قائل: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا?[الشورى:23] والحسنة مودتنا أهل البيت؛ ثم جلس فقام عبد الله بن عباس بين يديه فقال: (معاشر الناس، هذا ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه) فبادر الناس إلى بيعته، وروى بعض هذه الخطبة أحمد بن حنبل في مسنده عن هبيرة.
ولما سقته جعدة بنت الأشعث السم قال: أخرجوا فرسي إلى صحن الدار لعلي أتفكر في ملكوت السماوات[19أ]، فلما خرجوا به قال: (اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي). رواه أبو نعيم في (الحلية).
صفحہ 114