مطمح الآمال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
اصناف
[إجازة المؤلف لصاحب الترجمة]
بعد أن أجزت له عليه السلام روايته عني لما علمته من علمه الغزير، وفضله الكبير، وهمته العالية في إحياء سيرة جده الأمين، وأخيه سيد الوصيين، ورفع المظالم التي طال ما مست المسلمين؛ فإنه عليه السلام حقق مقاصد الأئمة في رفعها شيئا فشيئا عن المؤمنين.
وفي خلال تأليفي لهذا الكتاب رفعت إليه[91أ] أيده الله ما تهور فيه العمال من أخذ هذه الضرائب المحرمة على رؤوس المسلمين، ورؤوس بقرهم، وما خالفوا فيه النصوص النبوية من قبول الهدايا المقابلة لفعل واجب أو ترك محظور، وأخذ السياقات من أموال المسلمين، والإقدام على التأديب بالمال من غير وجه مسوغ لأخذه منهم، واستبدادهم بحقوق الفقراء والمساكين من هذه الزكاة المفروضة، مع ضياع الفقراء ومنعهم ما فرضه الله لهم، إلى غير ذلك من المفاسد التي يأتي ذكرها -إن شاء الله- وشرع عليه السلام في رفع هذه المحرمات، وبدأ برفع الضرائب المأخوذة من رؤوس المسلمين ورؤوس بقرهم.
وأجاب عليه السلام بما لفظه بعد الترجمة والتحية: وأنه وصل كتابكم هذا القويم، وعرفنا جميع ما ذكرتم، وقد أحسنتم برفع هذه الأمور، فهذا من التعاون على البر والتقوى، والتناصح في الدين، ومن التواصي بالحق الواضح المبين، وقد حررنا بيد الشكاة أنه لا شيء عليهم من غرم الرؤوس وسمن البقر، وكتبنا إلى الصنو السيد العلامة: القاسم بن أمير المؤمنين حفظه الله كتابا، وأمرناه أن يأخذ على الوالي بالعزيمة الصادقة في إزالة هذا الأمر وهدمه بالمرة وهو عافاه الله لا يرتضي هذا الأمر ولا يراه حسنا، فإن نفس ذكره والتحدث به شنيع شنيع، والشارع الحكيم -سبحانه- قد شرع لنا من الدين ما هو أوضح من النهار، وأجلى من الشموس والأقمار.
صفحہ 339