259

مطمح الآمال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

اصناف

تصوف

ولما اطلع السيد المحقق: يحيى بن أحمد الشرفي رضوان الله عليه على ما حررناه قال: لا برحت سحائب عماد التواصل هاطلة، وأسباب تجدد الأنس على مر الجديدين متواصلة، من تلقاء الولد القاضي الشهير، الجليل الخطير، العلامة النحرير، السابق إلى خيرات الدنيا والآخرة -بإذن الله- ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل الكبير، شرف الدين والدنيا، شائد مكارمهما الرفيعة العلياء: الحسين بن الناصر بن عبدالحفيظ حفظه الله تعالى في ذاته وصفاته بما حفظ به محكم آياته، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته في جميع أوقاته، وبعد .. فصدوره لاستمداد الدعاء بعد وصول كتاب الولد الكريم مجددا للعهاد، مؤكدا لما محضه صفاء سره الكريم من صحيح الوداد، منبيا عن عاقبته التي هي عماد كل أرب ومنتهى كل مراد، والمسئول من الله دوامها الذي هو دوام لصلاح البلاد والعباد، ومتضمنا تصدير البحث النفيس من زيادة التحقيق للتحقيق الواقع من الصنو السيد العلامة: يحيى بن إبراهيم -حفظه الله تعالى، ونفع بما أفدتم وما أفاد، وهو تحقيق شاف واف لمحاسن ذلك النظر الثاقب المستجاد، جامع لأطراف[72ب] الكلام والمعنى الذي دار عليه اللفظ المقصود بالبحث ومحيط تفاصيله فما ينقص منه ولا يزاد، وقد اشتمل على ما كان في النفس من تعيين معنى الوصف الذي أومأ النص إلى عليته لذلك الحكم وهو التحريم في تلك المسألة المعلق بالخبائث، فإن الظاهر شموله لما استخبثته النفوس، ونفرت عنه طبعا، كما يدل عليه الحديث في القنفذ: ((خبيثة من الخبائث)) وتوهم ورود النقض بالأدوية التي تنفر عنها النفس وتستبشعها، مدفوع بقيام الدليل القطعي على حل استعمالها لما فيها من النفع الخالي عن المفسدة، ولو خلت عنه لالتزمنا تحريمها عملا بالعموم، فقصر الخبث على الضار ليس كما ينبغي، وهذا المعنى مستقل باقتضاء التحريم، وسائر الوجوه الأخرى من المضار الدينية والدنيوية التي فصلها السيد -حفظه الله- على علل أخر مستقلة أيضا باقتضاء الحكم، كما هو ظاهر في تحريم الخمر والميسر، فعلل تحريم استعمال الشجرة الخبيثة متعددة، وتعليل الحكم الشرعي بعلل متعددة جائز عند محققي علماء الأصول، وإلى ما ذكرت من تعدد علل تحريمها أشرت بقولي: فقد تعدد وجه المنع ....إلخ

نعم وخروج الأدوية الكريهة من عموم التحريم لا يقدح في صحة الاحتجاج به على تحريم الباقي على ما هو رأي المحققين، والقائلون بأن العام المخصوص لا يصح الاحتجاج به فيما بقي، يلزم محذورات يصعب عليهم التقصي عنها، ومحل استيفائها ذلك الفن، والولد -حفظه الله- محقق مسائله، وخريت مجاهله، ولا برح في حفظ الله وحسن رعايته. (انتهى كلامه رحمه الله).

صفحہ 299