مَطْلَعُ الْبُدُور وَمَجْمَعُ الْبُحُور
مطلع البدور ومجمع البحور
اصناف
بن الحسن بن محمد بن الحسين بن جحاف محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن الإمام القاسم بن علي - رحمهم الله تعالى -. قال السيد صارم الدين إبراهيم بن يحيى بن الهدى: كان - رحمه الله - من أفاضل السادة وأعيانهم، طلب العلم واشتغل به، وارتحل إلى البلاد، وصحب الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين - رحمه الله - قبل الدعوة، ووصل معه الإمام إلى محروس (حبور) (1)، وأقام في بيت السيد إبراهيم الذي في الموقع عند بيت والده السيد المهدي بن أحمد في حافتهم المشهورة، وكان أولاد السيد المهدي بن أحمد الذين أدركوا الإمام شرف الدين يعينون لأولادهم المجالس التي كان يقعد فيها الإمام شرف الدين ويتبركون بها، من ذلك حجر أبيض في المجلس الذي قبلي الجامع(2) حجر معروف قعد عليه الإمام شرف الدين، وكان السيد إبراهيم من خواص أصحابه، وممن أخذ له البيعة من أعيان القبائل، ثم وجهه الإمام شرف الدين من صنعاء هو والسيد الفاضل قاسم بن عاهم إلى جهة (الأهنوم)(3) وبلاد القبلة، وكان في جبال الأهنوم إذ ذاك الإمام مجدالدين من آل المؤيد بالله، وكان السيد قاسم بن عاهم أمير العسكر، والسيد إبراهيم والي البلاد، ولما وصلوا إلى أطراف بلاد (ظليمة)(4) و(عذر)(1) وصل إليهم مشائخ البلاد وأعيانهم، وبايعوا للإمام شرف الدين، ورجع الإمام مجد الدين إلى بلاد (الشام) بغير حرب ولا قتال، كل ذلك بعناية السيد إبراهيم وحسن نظره ومحبته للصلاح وحسن التوسط، ولما قرر أعمال البلاد وولاها رجع إلى عند الإمام شرف الدين إلى (صنعاء) وأقام عنده أياما، ثم أمره بالخروج إلى (ظفار)، وولاه أعمال البلاد القبلية جميعا، وفوضه في أمورها، وبلغ من حسن رأي الإمام في السيد أن وضع له علامته الشريفة بخط يده في أوراق متعددة ليكتب تحت العلامة ما عرف أنه الصلاح، وبقي منها بقية، مات السيد وهي عنده، وتوارثها أولاده في أيديهم. قال السيد إبراهيم بن يحيى - رحمه الله -. ولم يزل على ذلك إلى أن اختار الله له ما عنده، فتوفي في يوم الأحد لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان المعظم في الأيام الفاضلة من الشهر الكريم عام أربعة وأربعين وتسعمائة سنة، وذلك بمحروس ظفار، وقبره مشهور مزور عند باب مشهد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة أعاد الله من بركاته، وكان والده إذ ذاك مريضا مدنفا - أعني السيد الفاضل المهدي بن أحمد - فكتم أولاده عنه الخبر لئلا يجتمع عليه غم ذلك مع كرب المرض، قال: وروي أن السيد المهدي - رحمه الله - أفاق إفاقة فقال لهم: ما أتاكم من خبر من الولد إبراهيم؟ فقالوا: خير. فقال: قد أتاني من عزاني فيه وقد توفي، فعلموا أن ذلك لإرادة الله زيادة ثوابه على ما بلغه من خبر وفاته، ثم توفي بعد ذلك بسبعة أيام، وذلك يوم عيد الفطر غرة شوال من شهور السنة المذكورة رحمهما الله تعالى.
إبراهيم بن نعيم العبدي [ - ق2 ه ] (2) الشيخ الأجل فخر عباد الله الصالحين إبراهيم بن نعيم العبدي، من أجل فقهاء
صفحہ 113