قال القاضي يحيى بن الحسين في (أنباء الزمن) ما لفظه: في هذه السنة -يعني سنة(1063ه) -مات القاضي يحيى الشبيبي، الذماري، كان المذكور هو الحاكم ببلاد ذمار ، واستمر كذلك مدة من الأعصار، وبلغ من العمر فوق الثمانين -ممتعا بسمعه وبصره- في جميع الأحايين ؛ وكان بسببه عزل فخر الدين: عبد الله بن أمير المؤمنين -عليه السلام- عن ولاية ذمار، ورفع يده عن جميع تلك الأقطار؛ وذلك أنه تنافر هو، والمذكور في تلك الأيام، وسار مغاضبا شاكيا إلى حضرة الإمام -يعني المتوكل عليه السلام- وشدد الشكوى وغلظ الكلام، وقال بلسانه: يا باطلاه من أعمال المنكر -في الملأ الكبير الأعظم-، فتغير الإمام من ذلك الكلام، وحمله على عزل صنوه: عبد الله، وولى بذمار السيد: أحمد بن هارون من بلاد الشام رجل صليب لا يداهن ولا يماري، ولا يحابي ولايجاري؛ فلما استقرت ولايته واستمرت يده قبض على القاضي ذلك الشاكي ما كان يعتاد في الماضي، وقصر عليه من أحواله ما كان خافيا عليه وغايبا؛ فعض القاضي على يديه بالنواجذ وقال: يا أسفا على من تعدينا عليه بالشدائد وهكذا الدنيا تجري على غير اتساق، ولا يحصل في الغالب [11أ-أ] فيها الاتفاق ، لا سيما عمن لم ينظر في العواقب، ويوازي ما بين الحاضر والغائب، ولقد كان يصير إلى القاضي المزبور من الصلات[7ب-ب] الفاضلة على المقررات الجارية، طواري ونفحات لا تزال جارية.
صفحہ 67