جدت له دمعي بمزنٍ ... وضن بالرشف من قراره
جنته أزلفت لغيري ... وبرزت لي جحيم ناره
وقال أبو علي: فلما قرأت البطاقة خجلت، وخجل من كان معي من الفتيان، فكتب إليه: [مخلع البسيط]
يا لائمًا قد ألام لما ... أجريت فعلي على اختياره
فرق ما بيننا اجتماع ... أشفقت منه على وقاره
لما اضطرنا له، ولكن ... لا عذر للمرء في اضطراره
وحدثني الأديب أبو عمرو قال: أنشدنا أبو الحسن الوقشي، قال: أنشدنا أبو بكر الكتندي، وأمر أن تكتب على قبره ﵀: [مديد]
حي قبرًا بالبقيع حوى ... ذا اغترابٍ حط أزحله
جد في تسياره وجرى ... طلقًا ما شاء أطوله
فهو قد ألقى عصاه ولم ... يدخر إلا توكله
وله ﵀ عليه: [بسيط]
إلى أبي القاسم المختار من مضرٍ ... حنت (له) الجدع قلبي، فار بالكرم
أنام ملء جفوني لا يمثل لي ... في نومه ٍفكأنه العين لم تنم
فالنفس في يأسها منكم مولهة ... ليست من الأمل الأسنى على أمم
كم رمتها يا رسول الله مرتبة ... لو كنت آمل أن ألفاك في الحلم
وشعره ﵀ كثير. ومنهم:
١٣-محمد بن عيسى بن محمد بن زنون
يكنى أبا عبد الله، من أهل مالقة. كان ﵀ من أخل الفقه والمعرفة
1 / 109