83

مطلب حمید

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

ناشر

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

ایڈیشن نمبر

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

الأئمة ولا ورد في ذلك حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى بالعباس ﵄ فقال: إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون فلم يجيئوا إلى قبر النبي ﷺ قائلين: يا رسول الله أدع الله لنا أو استسقي لنا ونحن نشكوا إليك ما أصابنا ونحو هذا ولم يقله أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان بل كانوا إذا جاءوا عند قبر النبي ﷺ يسلمون عليه ثم إذا أرادوا الدعاء لم يدعوا الله مستقبلي القبر بل ينحرون فيستقبلون القبلة ويدعون الله وحده لا شريك له كما كانوا يدعونه في سائر البقاع. وفي الموطأ وغيره أن النبي ﷺ قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وفي السنن أيضا أنه قال: "لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني". وفي الصحيح أنه قال في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا قالت عائشة ﵂ ولولا ذلك لأبرز قبره لكن خشي أن يتخذ مسجدا. وفي سنن أبي داود عنه أنه قال: "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج". ولهذا قال العلماء لا يجوز بناء المساجد على القبور وقالوا إنه لا يجوز أن ينذر لقبر ولا للمجاورين عند القبر لا من دارهم ولا زيت ولا شمع ولا حيوان ولا غير ذلك كله نذر معصية ولم يقل أحد من أئمة المسلمين أن الصلاة في المساجد مستحبة ولا الدعاء هناك أفضل بل

1 / 87