بإذنه في مواضع وقد بين النبي ﷺ أنها تكون الا لأهل التوحيد والاخلاص انتهى
كلامه:
وقال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعا
فقال تعالى: ﴿قُلِ دْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِير وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾
فالمشرك انما يتخذ معبودة لما يحصل له به من النفع والنفع لايكون الا ممن فيه خصلة من هذه الأربع أما ما لك لما يريده عابده منه فان لم يكن شريكا له كان معينا وظهيرا فان لم يكن معينا ولاظهيرا كان شفيعا عنده فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مرتبا منتقلا من الأعلى إلى الأدنى فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة بإذنه فكفى بهذه الآية نور وبرهانا وتجريدا للتوحيد وقطعا لأصول الشرك وموادة
لمن عقلها وفي القرآن كثير من أمثالها ونظائرها ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته وتضمنه له ويظنه في نوع.
قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا فهذا الذي يحول بين القلب وفهم القرآن ولعمر الله ان كان
أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو دونهم وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك إلى أن قال ومن أنواعه أي الشرك طلب الوائج من الموتى والاستعانة بهم والتوجه إليهم وهذا أصل شركة العالم فان الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا لمن استغاث به وسأله قضاء حاجته أو سأله أن يشفع له إلى الله وهذا بجهله بالشافع والمشفوع عنده فانه لا يقدر أن يشفع له
1 / 59