مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

محمد بن طلحة الشافعي d. 652 AH
95

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

فجاء الخوارج فجعلوها في المسلمين وأقاموها عمدة لهم ومرجعا في اتباع ضلالتهم، واحتجوا بها على خروجهم عن الطامة المفروضة عليهم اللازمة لهم.

فإذا علمت حقيقة المقاتلة على التنزيل والمقاتلة على التأويل فأعلم أن بين النبي وبين علي من رابطة الاتصال والأخوة والعلاقة ما ليس بين غيرهما، وقد صدع بهذه العلاقة والرباطة ما تقدم من صريح النصوص من قوله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «علي مني وأنا من علي» وقوله: «أنت مني وأنا منك» وقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فهذه النصوص مشيرات إلى خصوصية بينهما فاقتضت تلك الخصوصية أن أعلمه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أنه يبلى بمقاتلة الخارجين كما بلى ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بمقاتلة الكافرين، وأنه يلقى من الشدائد في أيام إمامته مؤلمات كما لقي النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من الشدائد في أيام نبوته، وإن تفاوتا في المقادير فإن الأبعاض التي تشملها الرابطة تسري إلى جزئياتها شيء من كلياتها، وقد قال الشافعي: أخذ المسلمون السيرة في قتال المشركين من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وأخذوا السيرة في قتال البغاة من علي ((عليه السلام)).

فإذا وضح تفصيل هذا الأمر على ما شرحناه ففيه تبصرة وذكرى في فضيلة علي ((عليه السلام)) فافهم ذلك وتيقظ له.

ومن ذلك ما نقله القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المذكور يرفعه بسنده عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فأتى منزل ام سلمة فجاء علي ((عليه السلام)) فقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «يا أم سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي».

فالنبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ذكر في هذا الحديث فرقا

صفحہ 104