305

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

شائع ذائع في لسان العرب.

فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه، أن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) كان له سبطان: أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ((عليه السلام))، ولما كان الحجة الخلف الصالح محمد ((عليه السلام)) من ولد أبي عبد الله الحسين ولم يكن من ولد أبي محمد الحسن، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) على الكنية لفظ الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، واطلق على الجد لفظة الاب فكأنه قال: يواطئ اسمه اسمي فهو محمد وأنا محمد وكنية جده اسم أبي إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز، وحينئذ تنتظم الصفات وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد ((عليه السلام)).

وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال، فافهمه.

وأما ولده فلم يكن له ولد ليذكر لا أنثى ولا ذكر.

وأما عمره فإنه ولد في أيام المعتمد على الله، خاف فاختفى وإلى الآن فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب وإن انقطع خبره لا توجب غيبته وانقطاع خبره الحكم بمقدار عمره ولا بانقضاء حياته، وقدرة الله (تعالى) واسعة وحكمه وألطافه بعباده عظيمة عامة، ولوازم عظماء العلماء أن يدركوا حقائق مقدوراته وكنه قدرته لم يجدوا إلى ذلك سبيلا، ولا تقلب طرف تطلعهم إليه حسيرا وحده كليلا، واملى عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .

وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله المخلصين ولا امتداد عمره إلى حين فقده مد الله (تعالى) أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه ومن مطروديه وأعدائه.

فمن الأصفياء عيسى (صلوات الله عليه) ومنهم الخضر (عليه

صفحہ 319