مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
اصناف
والسهام تأخذه من كل جانب والشمر في قبيلة عظيمة يقاتله.
ثم حال بينه وبين رحله وحرمه فصاح الحسين: ويلكم يا شيعة الشيطان إن لم يكن [لكم] دين ولا تخافون المعاد فكونوا احرارا وارجعوا إلى احسابكم إن كنتم اعرابا كما تزعمون، أنا الذي أقاتلكم فكفوا سفهاءكم وجهالكم عن التعرض لحرمي فإن النساء لم تقاتلكم، فقال الشمر لأصحابه: كفوا عن النساء وحرم الرجل واقصدوه في نفسه.
ثم صاح الشمر بأصحابه وقال: ويلكم ما تنتظرون بالرجل وقد اثخنته السهام. فتوالت إليه الرماح والسهام فسقط على الأرض فوقف عليه عمر بن سعد، وقال لأصحابه: انزلوا وجزوا رأسه، فنزل إليه نصر بن حرشة الضبابي ثم جعل يضرب بسيفه في مذبح الحسين فغضب عليه عمر بن سعد وقال لرجل عن يمينه: ويحك انزل إلى الحسين فأرحه، فنزل إليه خولى بن يزيد فاجتز رأسه ثم سلبوه ودخلوا على حرمه فاسلبوا بزتهم.
ثم إن عمر بن سعد ارسل بالرأس الى ابن زياد مع بشر بن مالك فلما وضع الرأس بين يدي عبيد الله قال:
املأ ركابي فضة وذهبا
فقد قتلت الملك المحجبا
ومن يصلي القبلتين في الصبا
وخيرهم إن يذكرون النسبا
قتلت خير الناس أما وأبا ~
فغضب عبيد الله بن زياد من قوله ثم قال: إذ قد علمت أنه كذلك فلم قتلته؟، والله لا نلت مني خيرا، ولألحقنك به ثم قدمه وضرب عنقه.
ثم إن القوم استاقوا الحرم كما تساق الأسارى، حتى أتوا الكوفة فخرج الناس فجعلوا ينظرون ويبكون وينوحون، وكان علي بن الحسين زين العابدين ((عليه السلام))، قد انهكه المرض فجعل يقول: ألا إن هؤلاء يبكون وينوحون من أجلنا، فمن قتلنا؟! وكان اليوم الذي قتل فيه (عليه
صفحہ 265