242

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

مطنبه، يعد مصافحة الصفاح غنيمة باردة، ومرامحة الرماح فائدة عائدة ومكافحة الكتائب مكرمة زائدة ومناوحة المقانب منقبة شاهدة، يعتقد القتل يلحفه طلل الحياة الأبدية ويسعفه جلل المحامد السرمدية ويزلفه من منازل الفخار العالية المعدة للشهداء الاحدية، جانحا إلى ابتياع العز بمهجته ويراها ثمنا قليلا جامحا عن ارتكاب الدنايا وإن غادره جماحه قتيلا:

يرى الموت أحلى من ركوب دنية

ولا يغتدي للناقصين عديلا

ويستعذب التعذيب فيما يفيده

نزاهته عن أن يكون ذليلا

فهذا مالك زمام الشجاعة وحائزها، وله من قداحها معلاها وفائزها قد تفوق بها لبان الشرف واغتذاه، وتطوق در سحابه المستحلى وتحلاه وعبق نشر أرجه المنتشر مما أتاه، ونطق فعله بمدحه وإن لم يفض فاه وصدق والله واصفه بالشجاعة التي يحبها الله، وإذا ظهرت دلالة الآثار على مؤثرها وأسفرت عن تحقق مثيرها ومثمرها، فقد صرح النقلة في صحائف السير بما رواه وجزموا القول بما نقله المتقدم إلى المتأخر فيما رووه أن الحسين ((عليه السلام)) لما قصد العراق وشارف الكوفة سرب إليه أميرها يومئذ عبيد الله بن زياد الجنود لمقاتلته أحزابا، وحزب عليه الجيوش لمقاتلته أسرابا وجهز من العساكر عشرين ألف فارس وراجل يتتابعون كتائب واطلابا. فلما حصروه وأحدقوا به شاكين في العدة والعديد ملتمسين منه نزوله على حكم ابن زياد أو بيعته ليزيد، فإن أبى ذلك فليؤذن بقتال يقطع الوتين وحبل الوريد، ويصعد الأرواح إلى المحل الأعلى ويصرع الاشباح على الصعيد، فتبعت نفسه الأبية جدها وأباها وعزفت عن التزام الدنية فأباها، ونادته النخوة الهاشمية فلباها ومنحها الإجابة إلى مجانبة الذلة وحباها فاختار مجالدة الجنود ومضاربة ضباها ومصادمة صوارمها وشيم شباها، ولا يذعن لوصمة تسم بالصغار من شرفه خدودا وجباها، وقد كان أكثر هؤلاء المخرجين لقتاله قد شايعوه وكاتبوه وطاوعوه وعاهدوه وبايعوه وسألوه القدوم عليهم ليبايعوه

صفحہ 252