وترجم له معاصره أبو شامة المتوفى (665 ه)، في (ذيل الروضتين، ص: 188) في وفيات (سنة 652 ه) وقال: (وكان فاضلا علما، تولى القضاء ببلاد بصرى، والخطابة بدمشق، ثم طلب لمنصب الوزارة، فأيقظه الله (تعالى)، وزهد في رياسات الدنيا وتزهد وانقطع، وحج في هذه السنة (652 ه)، ولما رجع من الحج أقام بدمشق قليلا، وسمع عليه فيها رسالة القشيري، ثم سافر إلى حلب، فتوفى بها في السابع والعشرين من رجب).
لله درك يا بن طلحة من فتى
ترك الوزارة عامدا فتسلطنا
لا تعجبوا من زهده في درهم
من فضة فلقد أصاب المعدنا
وقال عنه معاصر آخر له- وهو بهاء الدين الأربلي المتوفى (سنة 692 ه) في كتابه (كشف الغمة، ج: 1، ص: 53) (1): (وقيل في العترة زيادة على ما ذكرنا، ما نقلته من مطالب السئول في مناقب آل الرسول، تصنيف الشيخ العالم كمال الدين محمد بن طلحة، وكان شيخا مشهورا وفاضلا مذكورا. أظنه مات في سنة أربع وخمسين وستمائة، وحاله في ترفعه وزهده، وتركه وزارة الشام، وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة قرب العهد بها، وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب، وكتاب الدائرة، وكان شافعي المذهب من أعيانهم ورؤساهم).
وترجم له الذهبي في (سير أعلام النبلاء، ج: 23، ص: 293)، ووصفه بالعلامة الأوحد وقال: (برع في المذهب وأصوله وشارك في فنونه، ولكنه دخل في هذيان علم الحروف! وتزهد، وقد ترسل عن الملوك وولي وزارة دمشق يومين وتركها، وكان ذا جلالة وحشمة .. قال التاج ابن عساكر: وفي (سنة 648) خرج ابن طلحة من جميع ما له من موجود ومماليك ودواب وملبوس، ولبس ثوبا قطنيا وتخفيفة، وكان يسكن الأمينية فخرج واختفى، وسببه أن الناصر كتب تقليده بالوزارة، فكتب هو إلى السلطان يعتذر ...).
صفحہ 6