كأني أصعد درجا هشا من سراب، وكلما جاءت فكرة السقوط في نومي، يأتي الجزائري، ويمسك يدي.
أظن أن جسدي مفكك من الركض، فتأتي أوراق الكرنب وتلفني، كأني أنا سيدنا يونس والكرنب يقطينة الحياة.
في لحظات يطير النوم وقت الظهر، فأسترجع كلام الطبيب الذي زار المدرسة في موسم التطعيم ضد الحصبة، بعد أن تناولنا حقن الوجع.
قال الطبيب: «من عنده أو عند أحد من عائلته مرض يشكو منه؟» أغلب زميلاتي في الفصل سألن عن الحمى والسعال والإسهال، والحكة، واحمرار العين، ومكافحة القمل والصئبان، والبعوض الذي يلدغ من فوق الملابس.
رفعت يدي وسألته: «كيف أنام بسهولة؟ مع كثرة ما نسمع من أصوات القنابل والرصاص، وصراخ آليات الجنود. نظل طول الليل خائفين، ولا نستطيع النوم!»
فرد: «حاولي أن تقفي على قدم واحدة، وأنت تغلقين عينيك.» وأشار إلينا أن نقف، ونغمض أعيننا. حقا كأنه سحر، كل زميلاتي في الصف سقطن أرضا.
أضاف الطبيب: «خذوا نفسا عميقا ولا تخرجوا زفيرا لمدة عشر ثوان، ستنامون حالا.» ولم نفعل ذلك في الصف، لأن ناظر المدرسة دخل غاضبا.
كان الطبيب ذكيا، حين أخبرنا بمعلومة هامة: «أما البعوض، فضعوا قليلا من النعناع بالقرب من فراشكم، فلن يهاجمكم.»
لو أن الجنود مثل البعوض، بقليل من النعناع نخرجهم من فراشنا، من أحلامنا، من نومنا، من مزرعتنا.
كلما اشتقت للجزائري، أو جواد، أقف على قدم واحدة، وأرفع يدي جانبا كصورة المسيح، فأشعر أني أطير، وفجأة أسقط نائمة.
نامعلوم صفحہ