قالوا: إن كلام القرود ضحك، القرد حين يتكلم يضحك، كم هو جميل أن يقال عن كل جملة تقولها ضحك! حين نشاهد القرد أيضا نحن نضحك.
إيطاليا قريبة جدا
يبدو أننا لم نكن وحدنا في مقاومة الجدار، نحن نقدم الدموع والصبر، وهناك من يقاوم معنا، يأتون من بعيد، من مناطق الأحلام في أوروبا، لقد جاءت مجموعة من نساء ورجال، جاءوا من بعيد. وقفوا بجانب مزرعتنا، يحملون لوحات، ويرتدون قمصانا سوداء، ويحملون حقائب كاميرات، بعضهم يحمل صور «تشي جيفارا»، وبعضهم يلبس الكوفية.
رغم أنهم غرباء، لكنك تشعر أنك تعرفهم، يتحدثون بلغة غريبة، منظمون جدا، يهتفون ضد الجدار بكلمات موسيقية، ومنهم من انطلق يرسم على الجدار. وآخرون ينفخون في بوق بصوت جميل، جلسوا على الأرض، ورفعوا أيديهم إلى السماء ناحية الجدار.
حين ذهبنا إلى منزل مدرستنا ياسمين للتعزية، رأيت صورة سيدنا المسيح، له لحية بنية، أبيض الوجه، طويل، لا تمل من النظر إلى صورته.
ولكن بكل صراحة هزنا مشهد بعض الرجال الذين كانوا يرفعون أيديهم إلى السماء، كأنهم يتشبهون في صلب سيدنا المسيح. هذا المشهد لم أره أبدا، جاء أحدهم إلى ناحيتي وأنا أجلس تحت شجرة اللوز، وقال بلغة غير مفهومة، كأنها لغة إنجليزية، بعض الكلمات.
رددت بكلمة: «نعم، نعم.»
أنا أعرف عشر كلمات من اللغة الإنجليزية، كلها تحيات، وكلمة حب، وكلمة مدرسة، وكلمة شكرا.
يبدو أنه أدرك أني لا أفهم لغته، فقال: «أنت ساكنة هنا؟» «أنت تتكلم عربي؟» «بعض الكلمات، أنا أصولي من الجزائر، ومعي جنسية إيطالية، جئنا في مسيرة لمناهضة الجدار، نحن ضد الفصل العنصري.»
قال مجموعة كلمات لم أفهمها، مناهضة، فصل عنصري.
نامعلوم صفحہ