وصلت الحاجز، فرأيت مئات السيارات متوقفة في مساحة صغيرة، والناس حول سياراتهم، وكثير من الناس عند مقدمة الحاجز.
مشيت بين السيارات أفتش عنها، وأنظر داخل كل سيارة. الوجوه تتشابه، والمريض شبيه السليم، والسليم شبيه المريض، من مرارة الحاجز.
هناك سيارة أعرفها، إنها سيارة والد المعلمة، كانت تأتي بها أحيانا إلى المدرسة، لونها أزرق غامق، ويبدو عليها الترف.
تقدمت منها، ونظرت من خلال نافذتها مظللة وجهي بيدي، وجدت معلمتي في الكرسي الخلفي، معلق في يدها كيس محلول كبير، ووجهها أصفر، ويخرج خرطوم أبيض من خاصرتها، ملامحها كبرت كثيرا، وقد وقف والدها بالقرب من السيارة.
قلت: «حمدا لله على سلامتك.»
ردت بصوت منخفض مع دمع في عينها من الوجع: «شكرا لك لماذا جئت؟ هذا تعب عليك!» «لا، أنا سعيدة؛ لأني رأيتك قبل أن تسافري، وعلمت أنك ستسافرين إلى الأردن من المستشفى. عندي لك أمانة، حيث وقع منك كتاب صغير، وميدالية جميلة، جئت أعيدها إليك.»
ابتسمت المعلمة، وكأن الحياة تعود إليها. «هذه بشرى خير، أن تعود ميداليتي العزيزة، شكرا لك، أتمنى أن تكون البشرى بفتح الحاجز بسرعة، لأن الألم ينتشر في كل جسدي.» «لا تقلقي، الآن سوف يفتح، والبشرى سوف تعم المكان.»
فتحت باب السيارة وأزاحت لي مكانا للجلوس، جلست بجوارها، وظل والدها يراقب الحاجز، عله يفتح. «معلمتي، عندي سؤال لك، ماذا كنت تقولين حين ركبت سيارة الإسعاف؟» «كنت أقرأ آيات من الكتاب الذي بيدك!»
قداسة منتصف النهار
تحدثت كثيرا مع معلمتي، وفي منتصف إحدى الجمل نامت، والحاجز أيضا نائم، بعد لحظة وأنا أراقب حركة الخراطيم، والسائل الشفاف الذي يدخل إلى خاصرتها ويخرج باللون الوردي، غفوت معها.
نامعلوم صفحہ